- صاحب المنشور: أنيس الدرقاوي
ملخص النقاش:
في ظل الثورة الصناعية الرابعة والتطورات التكنولوجية المتسارعة، أصبح نقاش مستقبل العمل وأثر التكنولوجيا عليه محور اهتمام عالمي. هذه التحولات قد تؤدي إلى فقدان بعض الوظائف التقليدية ولكنها تخلق أيضًا فرصًا جديدة تمامًا لم تكن موجودة من قبل.
من ناحية، أدت الآلات والأتمتة إلى زيادة الكفاءة والإنتاجية في العديد من القطاعات مثل التصنيع والنقل والصحة. الروبوتات والذكاء الاصطناعي يمكنهما القيام بمهام متكررة ومملة، مما يتيح للبشر التركيز على الأعمال الأكثر تعقيداً واستدلالياً. هذا ليس فقط يرفع مستوى الإنتاجية بل يعزز أيضاً سلامة العاملين في بيئات عمل خطرة.
ومع ذلك، هناك قلق بشأن الأثر الاجتماعي لهذه التغيرات. فكما ذكر تقرير منظمة العمل الدولية لعام 2019، فإن حوالي نصف جميع الوظائف العالمية معرضة للمخاطر بسبب الرقمنة والآليلة. وهذا يعني أنه ربما لن تحل وظائف المستقبل محل تلك التي تم استبدالها بالكامل، لكنها ستختلف جذريًا فيما يتعلق بالمؤهلات والمهام اللازمة لأداؤها. وبالتالي، يشكل إعادة تدريب القوى العاملة تحديًا كبيرًا أمام الحكومات والشركات على حد سواء.
إعادة التدريب المهني كحل
لتفادي الفجوة بين القدرات الحالية لسوق العمل والمستجدات الحديثة، تعتبر الاستثمارات في التعليم المهني والاستمرار مدى الحياة أمر حيوي. يوفر برنامج إعادة التأهيل المهني فرصة لكل فرد لإعادة تعلم مهارات جديدة تواكب متطلبات سوق العمل الحديث. بالإضافة إلى ذلك ،يمكن للدول استخدام سياساتها الاقتصادية لدعم الشركات أثناء انتقالها نحو اقتصاد أكثر رقمنة وتعزيز القدرة التنافسية للأجيال الجديدة في الأسواق المحلية والعالمية.
وفي النهاية ،على الرغم من التحديات الواضحة المرتبطة بالتكنولوجيا والجوّاب الجديد ،لا ينبغي لنا أن ننظر إليها كتهديد محض . إن التعامل مع هذه الفترة الانتقالية بطريقة مدروسة ومنظمة سيفتح الباب أمام نمو جديد وخلق ثروات أكبر لكافة المجتمعات حول العالم خلال القرن الحالي وما بعده.