تعد مملكة المفصليات واحدة من أكثر المملكة تنوعاً في عالم الحيوان، والتي تشمل مجموعة واسعة من الأنواع مثل الحشرات والقشريات والعناكب وغيرها. هذه المملكة تتميز بمجموعة من الخصائص الهيكلية والبيولوجية التي تميزها عن باقي الممالك الحيوانية الأخرى. سنستعرض هنا بعض أهم هذه الصفات وأسلوب حياة هذا النوع المتنوع.
أولاً، يتميز أفراد مملكة المفصليات بتقسيم أجسامهم إلى أقسام متوالية تُعرف باسم "التجزئة"، مما يعطيها المرونة والحركة الفائقة. كما تحتوي كل جزء عادةً على زوج واحد من الأرجل، وهو ما يشير إليه مصطلح "المفصليات" نفسه. ترتكز هذه الأرجل غالبًا على مفصلات تسمح بحركات معقدة ومتناسقة.
ثانياً، معظم المفصليات لها هيكل خارجي قوي ومتعدد الطبقات مصنوع أساساً من السيلوكسيتين القاسي والمقاوم للماء. يُوفر هذا الغطاء الخارجي حماية ممتازة ضد الضرر البيئي ويساعد أيضًا في منع فقدان الماء عبر الجلد عند العيش في بيئات جافة. بالإضافة إلى ذلك، فإن العديد من أنواع المفصليات تطورت لتكون قادرة على تغيير لون جلدها للتكيف بشكل أفضل مع محيطها، وهذا ما يعرف بالتكتونية الجسدية.
من الناحية الغذائية، تتبع المفصليات نظام غذائي متنوع للغاية؛ فهي تأكل النباتات، اللحوم الصغيرة والكبيرة، فضلاً عن الأشياء غير العضوية مثل الخشب والأوراق المتحللة. هناك أيضاً مفصليات مفترسة تسعى بنشاط خلف فرائسها باستخدام مخالب حادة أو عضلات قوية لإمساك ضحاياها. بينما البعض الآخر يعتمد على طرق التقاط فريسة أخرى كالأنفاق والتخفي تحت الأرض لفترة طويلة قبل اصطياد الفريسة المناسبة.
بالإضافة لذلك، تمتلك أمهات المفصليات آلية تزاوج رائعة ومفصلة للغاية مقارنة ببقية الزواحف البرمائية والثدييات الفقارية. خلال موسم التكاثر، قد تستخدم الذكور مواد كيميائية خاصة لجذب الإناث لمنطقة التعشيش وتبادل الروائح الجنسية. بعد فترة التفاهم الجنسي، تقوم الأم بحضانة البيض حتى فقسه ثم الرعاية المستمرة للأطفال خلال مرحلة الطفولة المبكرة - وهي عملية تعرف بالرعاية الأبوية-.
وفي النهاية، تعد حيوانات المفصليات مستوطنة ناجحة جداً على سطح كوكب الأرض منذ ملايين السنين نظراً لقدرتها الفائقة على التكيف والاستجابة للمؤثرات الخارجية المختلفة. إنها تفسر نجاح هذه المخلوقات الهائلة وكيف أثرت بدورها بشكل كبير على مختلف النظم البيئية حول العالم!