تعد التغذية أحد الجوانب الحيوية التي تضمن استمرارية الحياة لكل كائن حي على وجه الأرض. تشكل هذه العملية أهمية بالغة لأنها توفر العناصر الغذائية اللازمة لدعم النمو والتنمية وتجديد الخلايا والحفاظ على الوظائف الفسيولوجية الطبيعية. تتسم حاجات الكائنات إلى المغذيات بتنوع كبير بناءً على نوع الكائن الحي وخطته الغذائية المعقدة.
احتياجات الكائنات النباتية: تعتمد النباتات بشكل أساسيّ على عملية البناء الضوئي لتوليد غذائها الخاص، ولكنها تحتاج أيضاً إلى عناصر أخرى مثل النيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم والمغنيسيوم لتعزيز نموها وإنتاجيتها. يمكن لهذه العناصر الوصول إليها عبر امتصاص التربة أو الهواء أو الماء اعتماداً على مصدر الطاقة الرئيسي للنبات.
احتياجات الكائنات الحيوانية: على عكس النباتات، تستطيع الحيوانات تحويل الغذاء المستهلك مباشرة إلى طاقة باستخدام العمليات الأيضية (التمثيل الغذائي). يتطلب هذا النوع من الكائنات مجموعة متنوعة من العناصر الغذائية بما فيها البروتينات، والمعادن، والأحماض الدهنية، والفيتامينات لتلبية متطلباتها اليومية للنمو والصحة العاملة. قد يشمل النظام الغذائي للحيوان المنتجات الحيوانية والنباتية حسب نوعه وحالة صحته ومستوى نشاطه البدني.
البكتيريا والفطريات: تلعب هاتان الشريحتان بدورهما دوراً أساسياً في الدورات البيئية، خاصة فيما يختص بالتدهور والتخليق. تتطلب البكتيريا توافقاً فريدًا بين مصادر الكربون والماء والعناصر الأخرى بينما تزدهر الفطريات عادة بالمواد العضوية المتحللة بسبب قدرتها الاستثنائية على هضم المواد الصعبة التحليل كالخشب وبقايا النبات.
إن الدراسة المتخصصة للتغذية وأثرها داخل سلسلة الهرمية البيئية تكشف لنا عمق العلاقات المعقدة بين جميع أشكال الحياة وكيف تساهم كل منها بطريقة فريدة في تعزيز قاعدة الإيكولوجية العالمية القادرة على دعم تنوع غني ومنظومة بيئة كاملة ومتكاملة.
