علم أمراض النبات، المعروف أيضًا باسم الفيثوباتولوجي، يشكل مجالًا حاسمًا ضمن علوم البيئة النباتية. وهو يهتم بدراسة الأمراض التي يمكن أن تصيب العديد من الأنواع النباتية المختلفة، تتراوح هذه الأمراض بين تلك الناجمة عن الظروف البيئية القاسية مثل المناخ القاسي أو سوء تغذية التربة، وبين تلك التي تسببها الكائنات الدقيقة مثل البكتيريا، الفيروسات، والفطريات.
على سبيل المثال، الفطريات -التي تعتمد بشكل خاص على عملية التمثيل الضوئي للنباتים للحصول على طعامها- قد تلحق الضرر بالنباتات بإزالة اليخضور منها، مما يؤدي إلى الموت في كثير من الحالات. يُركز علماء أمراض النبات على تحديد ومعالجة هذه الأمراض، بالإضافة إلى البحث حول كيفية عمل النباتات الصحية وكيف تستجيب للهجوم.
يغطي هذا العلم مجموعة واسعة من الدراسات، بما في ذلك تحليل الهجمات التي تقوم بها بعض الكائنات الحية الصغيرة مثل الآفات والحشرات على النباتات. يقوم هؤلاء المتخصصون بتطوير استراتيجيات فعالة لمكافحة هذه الأمراض باستخدام المبيدات والحلول الكيميائية الأخرى. كما يعملون أيضاً على تطوير سلالات مقاومة للأمراض عبر تقنيات التربية الوراثية.
من بين الأمثلة الرئيسية لأمراض النبات هي "تبقع الأوراق" المرتبط بفطر "سيبتوريا ترايسي"، والذي يتسبب عادة في ظهور بقع صفراء ثم بنية على الأوراق، وفي النهاية الموت. هناك أيضا "اللفحة"، وهي حالة مميتة تنجم عن التعرض للفطريات والبكتيريا المنتجة للمواد السامة التي تدمر خلايا وأنسجة النبات. أما "البيوض"، فهو مصطلح يستخدم عادة لوصف المرض الذي يصيب نخيل التمر في مناطق معينة من العالم العربي ويتطلب التدخل بشكل مباشر لإزالته. أخيرا وليس آخراً، فإن ذبول كَبْكوَبيه هو أحد الأمراض الفطرية الخطيرة التي تؤثر على أكثر من 300 نوع من النباتات ثنائيات الفلقة ومن جنس الباذنجاناوات.
في الجمع بين جميع جوانب دراسة أمراض النبات، يكرس المجتمع العلمي جهوده لتحقيق زراعة أكثر كفاءة واستدامة، مستهدفاً رفع الإنتاجية وضمان الصحة العامة للمنتجات الزراعية.