تعتبر دراسة العدد الكروموسومي في علم الأحياء حجر الزاوية لفهم تطوير الأنواع المختلفة وتشابهها الوراثي. لكل نوع حيوان مجموعة خاصة به من الكروموسومات التي تلعب دوراً أساسياً في تحديد خصائصه الجينية والفسيولوجية. سنستعرض هنا بعض الأمثلة البارزة حول عدد الكروموسومات في عالم الحيوانات وكيف ترتبط هذه الأرقام بتنوع الحياة الطبيعية.
كروموسومات الثدييات:
الثدييات، بما فيها البشر، تمتلك بشكل عام 46 كروموسوم داخل كل خلية جسمية. هذا يشمل اثنين من كروموسومات الجنس X وY للذكر، بينما تحمل الأنثى اثنين من كروموسومات X. ولكن عند النظر إلى النطاق الأكبر، يمكن أن يختلف العدد بين الأنواع المختلفة بطريقة كبيرة جداً. الفيل الأفريقي، مثلاً، لديه حوالي 58 كروموسوماً أما القنفذ فهو يحتوي فقط على 46 كرومسونا - نفس ما نمتلكه نحن!
اللافقاريات:
في المملكة الحيوانية غير الفقارية، تتراوح أعداد الكروموسومات بشكل كبير أيضاً. الديدان الأرضية قد تحتوي على أكثر من ألف كروموسوم! وفي المقابل، ذبابة الفاكهة لها 8 كروموسومات فقط. هذه الاختلافات تعكس التاريخ التطوري لهذه المخلوقات وكيف قامت بإعادة تنظيم موادها الجينية مع تقدم العمر البيولوجي للأرض.
الطيور والحشرات:
الطيور معروفة بعدد ثابت نسبيا لكروموسوماتها؛ فهي غالباً ما تتمتع بحوالي 80 كروموسوما في الخلايا الجسمية الخاصة بها. لكن بالنسبة للحشرات، فإن الصورة تبدو الأكثر تعقيدا بكثير. مثال بارز هو زهرة الحداد الفرنسية والتي لديها 12 زوجا من الكروموسومات وهي بالتالي واحدة من أقل الأنواع المعروفة عددا من الكروموسومات ضمن فصيلة الحشرات. ومن ناحية أخرى، يوجد عثة تسمى "Biston betularia" ولديها 97 زوجاً من الكروموسومات وهذا رقم قياسي تقريبا بين جميع الحيوانات!
خلاصة القول هي أن تعدد الأشكال والأحجام والمجموعات المختلفة للكروموسومات يعكس المرونة والتكيف الرائعين للعالم الحيواني. على الرغم من الاختلاف الكبير في هذه الأرقام عبر مختلف الأنواع، إلا أنها جميعها تعمل وفق نظام دقيق ومحكم لضمان استمرارية الحياة وتطورها المستقبلي.
