تعود جذور معرفتنا بالعشبة الرائعة والمعروفة باسم "عشبة المد" أو "القرم" إلى القرون القديمة، خاصةً عندما ذكرها العالم اليوناني الشهير ثيوفراستس في القرن الرابع قبل الميلاد. هذه العشبة، التي ينتمي إليها ما يقارب السبعة أنواع كل منها يتميز بفوائد فريدة، معروفة بزراعتها وكثرتها في المناطق ذات البيئة البحرية مثل جنوب شرق آسيا والخليج العربي والمدن المطلة على البحر الأحمر.
هذه العشبة تتميز بمجموعة مذهلة من الخصائص والفوائد، بدايةً من كونها مصدراً طبيعياً لامداد شعرك بكثافة وزينة رائعة. إليك وصفة بسيطة لتحضير خليط مغذي للشعر: امزج جزءاً متساويًا من عشبة المد والقليل من الحناء والماء الدافئ وملعقة كبيرة من زيت الزيتون لتكوين عجينة سميكة. اتركي الخليط لمدة ربع ساعة لينقع تمامًا ثم ضعيه على رأسك مغطاة بغطاء بلاستيكي لمدة ثلاث ساعات على الأقل. اغسليه جيدًا بشامبو معتدل. قد تحتاجين لاستخدام هذه العملية عدة مرات للحصول على أفضل نتيجة. ومع ذلك، يرجى تجنب تطبيق هذا المزيج إذا كان لديك شعر ملون حتى لا تتضرر فيه الصبغة.
بالإضافة إلى فوائدها الجمالية لشعرك وبشرتك (حيث تساعد أيضًا في مكافحة حب الشباب وحب الشباب العنيدة)، فإن للعشبة دور هام بيئي كبير. إنها توفر حماية ساحلية فعالة ضد تأثيرات الموجات والأمواج العادية، مما يساهم بشكل غير مباشر في حماية السواحل. بالإضافة لذلك، تعتبر ملاذًا مهمًا لمختلف أنواع الطيور أثناء هجرتها السنوية نظرًا لكثرة الأشجار والمكان الآمن لبناء الأعشاش فيها. كذلك، تعد موطنًا حيويًا للعديد من الأنواع البحرية مثل الجمبري وبوري السمك وغيرهما الكثير سواء مباشرة عبر تناوله لأجزاء النبات المختلفة أو بصورة غير مباشرة عبر دورات تغذية سلسلة الغذاء البحري.
على الرغم من الاعتبار الواسع لعشبة المد باعتبارها علاجيًا ومفيدًا للغاية، إلا أنه ليس هناك أدلة علمية قاطعة تشير إلى وجود آثار جانبية خطيرة عند تناولها أو استخدامها خارج نطاق الجرعات المقترحة للاستخدام اليومي الاعتيادي. ولكن، كما هو الحال مع جميع المكملات الغذائية والعلاجات المنزلية الأخرى، يجدر بنا التحفظ واستشارة المحترفين الصحييين قبل البدء بتطبيق عشبة القرم خصوصا لمن لديهم حالات صحية مزمنة أو يستخدمون بالفعل عقارات أخرى. بذلك، يمكنك الاستمتاع بثمار خصائص هذه العشبة الرائعة بكل ثقة واحتراز!