تُعتبر الزرافة واحدة من أكثر الثدييات تفرداً وأطولها قامةً بين جميع الكائنات البرية الحية اليوم، وهي تعيش بشكل أساسي في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. يتميز هذا الحيوان بشخصيته الخشبة الطويلة والتي تحتوي على العديد من الفقرات التي تمثل جزءا أساسياً من تركيبته الجسدية.
الزرافة لديها حوالي 7 عظام رقبية تتكون منها رقبتهم النحيفة والممدودة. مقارنة بالإنسان الذي يملك سبعة عظام فقط في الرقبة، فإن طول كل فقرة لدى الزرافات أقصر بكثير ولكنهما متعددان العدد لتوفير الدعم اللازم لوزن رأس وعنق طويل. بالإضافة إلى ذلك، تمتلك الزرافة سلسلة كاملة من الفقرات القطنية والأضلع والسعفات مما يعطي جسمها الشكل التقليدي لفئة Artiodactyla ضمن رتيبة ماعزاوات.
تعكس طبيعة تطور الزرافة تكيفاتها البيئية الرائعة مع بيئتها الأفريقية الاستوائية. إن إمتداد رقابها ليس مجرد خاصية جمالية ولكن أيضا استراتيجية ناجحة للبحث عن الغذاء والاستيلاء عليه بسبب ارتفاع الأشجار المتوفرة هناك. كما أنها تستخدم رقابها كسلاح دفاعي ضد الحيوانات المفترسة أثناء الدفاع عن نفسها وعائلتها.
على الرغم من وجود الكثير من الالتباس حول عدد "فقرات" الزرافة بناءً على مدى فهمنا لها كـ "رقب"، إلا أنه من الناحية العلمية، تنتمي جميع تلك الفقرات لعظم واحد وهو الرقبة الذي يحتوي على سبعة عناصر فردية. بالتالي، يمكن اعتبار ما نعرفه باسم "رقبة زرافة" تشكيلًا فريدًا ومنسجمًا لهذه الفقرات السبعة داخل نظام الهيكلية الخاص بالحيوان.
في نهاية الأمر، يعدّ البحث حول التركيبة الفيزيقية للزرافات وسائر الأنواع الأخرى فرصة رائعة لاستكشاف عجائب التصميم الطبيعي واستخداماته العملية للحياة البرية المختلفة عبر العالم.