تعتبر شجرة الفستق الحلبي واحدة من أكثر الأشجار شهرة في الشرق الأوسط، والتي تمتد جذورها العميقة عبر التاريخ والثقافة المحلية. هذه الشجرة ليست فقط مصدر غني للمكسرات اللذيذة والمغذية؛ ولكن لها أيضًا دور بارز في الاقتصاد والتراث الثقافي للعديد من الدول.
الفستق الحلبي ينتمي إلى جنس Anacardium والفصيلة الصنوبرية (Anacardiaceae). موطنها الأصلي هو منطقة البحر الأبيض المتوسط وجبال طوروس بين تركيا وسوريا. يُعتقد أن زراعة هذا النوع بدأت قبل آلاف السنين وقد ورد ذكرها في العديد من المراجع الأدبية القديمة بما فيها القرآن الكريم والأدب العربي القديم.
شجرة الفستق الحلبي هي شجرة متساقطة الأوراق تنمو عادة حتى يصل ارتفاعها حوالي 15 مترًا. أوراقها خضراء داكنة ملساء وبسيطة ذات شكل بيضاوي طويل. الزهور صغيرة وذات لون أخضر مصفر تتفتح خلال فصل الربيع وتتحول لاحقًا إلى ثمار تأخذ شكل البيضة الصغيرة مغلفة بقشرة قاسية محفوظة داخل غمد قرمزي اللون يسمى "البرسيم". بعد نضج الثمرة يتم حصاد النواة الصلبة التي تحتوي على الجوز الداخلي المعروف باسم الفستق.
يتمتع الفستق بمحتواها الغذائي المرتفع للغاية. فهو يحتوي على نسبة عالية من الدهون الصحية والأحماض الأمينية الضرورية والبروتين والمعادن مثل المغنيسيوم والنحاس والزنك. بالإضافة لذلك فإن قوة مضادات التأكسد فيه تساعد في الحماية ضد أمراض القلب والكبد المختلفة وتعزيز الصحة العامة للجسم.
اقتصاديًا، يمثل انتاج الفستق أحد أهم القطاعات الزراعية في العديد من البلدان منها إيران والعراق وتركيا وسوريا. كما أنه يدخل ضمن العديد من الطبخات التقليدية ويستخدم كمكون أساسي في مختلف أنواع الحلويات والعجينيات بسبب طعمه اللذيذ والنكهة الغنية.
في المجمل، تعد شجرة الفستق الحلبي رمزاً للهوية الثقافية والحضارية للإنسان الشرقي ولعب دوراً محورياً منذ القدم حتى يومنا هذا سواء فيما يتعلق بالقيمة الغذائية أو القيمة التجارية والسياحية والدالة الجمالية أيضا.