تعدّ نعامة واحدة من أكثر الطيور شهرة ومدهشة في العالم. إنها ليست مجرد طيور كبيرة الحجم بل تحمل العديد من الخصائص الفريدة التي جعلتها جديرًا باهتمام العلماء والمراقبين الطبيعيين منذ قرون. يبلغ طول النعام تقريبًا ثلاثة أمتار ويمكن أن يصل وزنه إلى حوالي 155 كيلوجرام، مما يجعلها أكبر بين كل الطيور الموجودة حاليًا. ورغم هذه الحجم الكبير, إلا أنها تتميز بجسم خفيف نسبياً بسبب عدم وجود ريش مستخدم للطيران. بدلاً من ذلك، تحتوي أجسامها على جلد قاسي يشبه الجلد وهو ما يساعدها في حمايتها من الأذى.
يتميز جسم النعام أيضًا بتكوين خاص يعزز قدرته على الجري بسرعات عالية. لديها رجلين خلفيتين ضخمتين تستخدمهما لركوب الأرض بفترة زمنية قصيرة جداً - يمكن لنعامة البالغة الوصول إلى سرعة تتخطى 70 كيلومتر بالساعة! هذا بالإضافة لإمكانيتها الرائعة للتحمل: تستطيع المشي لمدة طويلة بدون مأوى ولا مصدر غذاء محدد.
أما بالنسبة للغذاء، فإن للنعام عادة غذائية متنوعة تشمل النباتات الصغيرة والحشرات والبذور. فهي تأكل بشكل رئيسي أثناء الصباح وبعد الغروب عندما تكون درجة الحرارة أقل برودة وتقل احتمالية تعرضها للهجوم الحيوانات المفترسة الأخرى مثل الثعالب والنمر والفهد. ومعروف عنها أيضا القدرة على استخلاص الماء من النباتات الصحراوية المتاحة لها رغم عدم وجود منافذ للمياه القريبة منها باستمرار.
على الرغم من سمعتها كطيور عدوانية عند الشعور بالتهديد، تعتبر النعام حيوانات اجتماعية تعيش في مجموعات تسمى "قطيع". داخل القطيع، هناك هيكل هرمي يقوده ذكور أقوياء ومهيمنون. خلال موسم التزاوج، يستعرض هؤلاء الذكور مهاراتهم أمام الإناث عبر الرقصات والسلوكيات المعقدة للحصول على فرصتهم للتزاوج والإنجاب. بعد وضع البيض الذي قد يصل إلى ٢٠ بيضة لكل دورة، تقوم جميع أفراد القطيع بحماية هذه البيوض حتى الفقس وذلك باستخدام أجسامهم لحجب الشمس والحفاظ عليها باردة بما يكفي لتجنب الخلل الحراري. وهذا العمل الجماعي هو أحد الأمثلة العديدة لكيفية تكيف النعام مع مختلف الظروف البيئية وقدراتها الاستثنائية للتكيف مع عالمها الغني والمعقد.