الحمام البري، ذلك الكائن الرقيق ذو الريش المتقزّح والذي ينتمي إلى فئة الطيور الشهيرة عالمياً، يمتلك حياة غنية ومتنوعة مليئة بالمفاجآت. سواء كنت مهتماً بتاريخ هذه الطيور أو بسلوكياتها الفريدة، فإن معرفة المزيد عن الحمام البري ستنقلك إلى عالم ساحر وغامض بعض الشيء.

على الرغم من اسمه "البري"، إلا أنه يوجد العديد من أنواع مختلفة ضمن مجموعة الحمام البري، كل منها له 특징اته الخاصة. أحد الأمثلة على ذلك هو الحمام الجبلي، الذي يعشق الحياة الجبلية ويتواجد بكثرة في المناطق المرتفعة مثل محافظتي الفيوم ومصر الجديدة. بينما يشيع تواجد الحمام الأزرق في شرق البحر الأبيض المتوسط ويتجه نحو جنوب غرب آسيا خلال موسم الهجرة.

أما فيما يتعلق بصوت الحمام البري، فهو أمر يستحق التأمل حقًا! يسمى صوت الحمام البري بـ"هديل"، وقد عرف بأنه أعلى صوت يمكن لذكور هذه الطيور القيام به أثناء مرحلة التزاوج والدفاع عن أراضيهم. ومع ذلك، فإن تناغم هديل ذكر وأنثى الحمام البري يخلق مشهدًا طبيعيًا مذهلاً قد يدفع المرء للاستماع إليه لساعات طويلة بلا ملل.

بالإضافة إلى جمال هَديله النادر، فالطيور البرية تتميز أيضًا بشخصيتها المستقلّة والتي تجعلها تنفر بشكل عام من البشر. وعلى الرغم من أنها قد تبدو قادرة على التعايش مع الإنسان عندما تصبح معتادة عليه تدريجيًا، إلا أنها تبقى غير قابلة للترويض تمامًا كالحمام المنزلي التقليدي. وهذا السرّيَة يساعدها على المحافظة على حياتها وانتشارها عبر مختلف البيئات المختلفة التي تعيش فيها.

لكن دعونا نتوقف قليلاً لنستعرض بعض الحقائق المثيرة الأخرى حول الحمام البري:

1. أحد ميزات الحمام البري الواضحة هي القدرة الاستثنائية على تحمل الظروف المناخية القاسية وهجرة المسافات الطويلة بحثاً عن الطعام والمياه الضروريين لبقاء النوع.
2. تعتبر بيوض الحمام البري جزءاً أساسياً من دورة الحياة لهذه الطيور الرائعة؛ إذ تستغرق عملية الفقس حوالي ثلاثة اسابيع حتى تظهر صغار جديدة للعالم بعد خروجها الناجح تحت رعاية الآباء المكرسين لها.
3. رغم كون معظم انواع الحمام معروفة لدى الكثيرين, الا ان هناك عدة اصناف فريدة لم تسمع عنها من قبل نسبتها الى موقع جغرافيا محدد وهي : حمامة "السلوم", "القزل", "العروس". لكل صنف خصائصه المذهلة وسحر خاص به مما يجعل دراسة تغريداتها واستكشاف اماكن تواجدها تجربة مميزة بالفعل .

وفي الختام ، يعد فهم سلوكيات وآليات تكيف هذا الطائر المدهش خطوة مهمة لفهم تاريخ تطوره داخل النظام البيئي العالمي . وبالتالي فان تشجيع البحث العلمي المدعم بالأبحاث اولوية قصوى لمعرفة المزيد حول رفاهيته واحتياجاته - مثله مثل باقي زملائه المقيمين معنا هنا علي نفس سطح الأرض المباركة منذ القدم .. إن تقدير تلك المخفيات الجمالية واعتماد سياسات مستدامة سوف يقود بالتالي الي احترام اكبر لعالمنا الطبيعى المحيط بنا الآن وبعد حين بإذن الله عز وجل .