تُعدّ دراسة عدد ضربات قلب الحوت الأزرق في الدقيقة الواحدة من أكثر المواضيع إثارة في مجال علم الأحياء البحرية. وقد تمكن العلماء من خلال استخدام تقنيات متقدمة من رصد هذه الظاهرة بشكل دقيق.
يختلف عدد ضربات قلب الحوت الأزرق بشكل كبير حسب نشاطه وحالته. أثناء غوصه في أعماق المحيط، يتراوح عدد ضربات قلبه بين 4 إلى 8 ضربات في الدقيقة الواحدة. هذا التباطؤ في معدل ضربات القلب يسمح للحوت الأزرق بتوفير الطاقة أثناء الغوص لفترات طويلة.
ومع ذلك، عندما يصعد الحوت الأزرق إلى سطح الماء لاستنشاق الأكسجين، يرتفع معدل ضربات قلبه بشكل ملحوظ. يمكن أن يصل إلى 25-37 ضربة في الدقيقة الواحدة، وهو ما يمثل زيادة كبيرة عن معدله أثناء الغوص.
لقياس عدد ضربات قلب الحوت بدقة، استخدم العلماء تقنية تخطيط القلب باستخدام مستشعرات مثبتة على جسم الحوت الأزرق. تم تثبيت أربعة أكواب شفط مزودة بأقطاب كهربائية على أجزاء مختلفة من جسم الحوت لجمع البيانات. كانت هذه العملية تتطلب دقة عالية، حيث كان على العلماء العثور على حوت أزرق، وتثبيت المستشعر في المكان المناسب، وضمان الاتصال الجيد بجلد الحوت.
على الرغم من الصعوبات التي واجهها العلماء، بما في ذلك قابلية تمدد جلد الحوت وتجنب الحوت الأزرق للانقلاب على بطنه، تمكنوا في النهاية من تثبيت المستشعر ومراقبة قلب الحوت لمدة 8.5 ساعات. سقط المستشعر لاحقًا أثناء تنقل الحوت، لكن البيانات التي تم جمعها كانت قيمة للغاية.
هذه الدراسة العلمية المبتكرة توفر نظرة ثاقبة على كيفية تكيف الحوت الأزرق مع بيئته البحرية المعقدة، وتسلط الضوء على أهمية البحث العلمي في فهم الكائنات البحرية بشكل أفضل.