ذكر البط يُطلق عليه اسم "العلاجيم". هذا الاسم مستمد من اللغة العربية القديمة، ويعكس الطبيعة النشيطة لهذه الطيور المائية. العلاجيم تتمتع برؤية بارزة وقدرة عالية على التحليق والسباحة، بالإضافة إلى ألوان ريشها الزاهية والتي تشير إلى حيويتهم ونشاطهم.

بالعودة إلى وصف شكل البط أنواعِه المختلفة، فإن هناك العديد منها معروفة بأشكالها وآثارها الاقتصادية المهمة للإنسان. أحد الأمثلة الشهيرة هي breed Duck of Beijing المعروف أيضًا باسم Pekin duck, يتميز بريشه الأبيض الناصع والذي يدفع الكثيرين لرؤيته ضمن قائمة أكثر الحيوانات جاذبية بصرياً. بينما يعد البط الدمياطي مثالاً آخر، حيث يُستخدم بشكل رئيسي لتحقيق إنتاج مرتفع للبيض وليس للحوم.

الأصل المشترك لسلالات البط المستأنس يعود إلى النوع البرّي المعروف بملاارد Mallard ، والذي اكتشف لأول مرة منذ حوالي ٢٥٠٠ سنة مضت تقريبًا في الصين. وقد تطورت بعض السلالات مثل مسكوفي لتصبح جزءًا أساسيًا من الحياة البشرية اليوم خاصة فيما يتعلق بإنتاج الطعام سواء كان ذلك لحماً أو بيضاً.

يعيش البط حول العالم باستثناء القارة القطبية الجنوبية، وغالبًا ما يمكن رؤيتها بالقرب من المياه الراكدة والمستنقعات وغيرها من المناطق الرطبة الأخرى ذات المناظر الطبيعية الجميلة. وعلى الرغم من أنها قد تبدو هادئة ويمكن الوصول إليها إلا أنها منظمة للغاية عندما يتعلق الأمر بتكوين مجموعاتها والهجرة الموسمية بحثاً عن أجواء أدفأ خلال فصل الشتاء ومواقع تكاثر مختلفة خلال الصيف.

تلعب خصائص التصاق الريش وسُمكه دور مهم جداً في قدرتها على التعامل مع ظروف الطقس المتغيرة وعدم اختراق الماء عبر طبقات ريشها مما يساعد أيضا في الحفاظ على درجة حرارة الجسم المثالية داخل الجسم. تعتني العلاجيم بفرائها باستخدام المنقار الخاص بها سواء لإزالة الأوساخ أو الأتربة أو حتى إفراز مواد دهنية تغلف كل قطعة ريشتين لمنحها تلك اللمعة الخاصة التي نعرفها بها.

يتميز علاجيم -أو الذكور- بلونه الأكثر زخرفة وانتشار للألوان مقارنة بالإناث، وهي خاصية تطورية ربما ساعدت في عملية الاختيار الجنسي لكنها جعلت منها هدفا سهلاً أمام الحيوانات المفترسة والحياة البرية المحلية. ومع ذلك، فهي تتكيَّفت جيدًا بما يكفي لبقاء النوع واستمراريته وسط تحديات يومية عديدة!