مكان إقامة الديناصورات عبر العصور الجيولوجية

عاشت الديناصورات خلال حقبة جيولوجية واسعة تُعرف بالحقبة الوسيطة، والتي امتدت لمدة حوالي 165 مليون سنة بين عهدتي الترياسيك والكريتاسي. هذه الفترة المنب

عاشت الديناصورات خلال حقبة جيولوجية واسعة تُعرف بالحقبة الوسيطة، والتي امتدت لمدة حوالي 165 مليون سنة بين عهدتي الترياسيك والكريتاسي. هذه الفترة المنبسطة شهدت ازدهارًا هائلاً للتنوع البيولوجي للديناصورات، مما أدى إلى ظهور أنواع متنوعة وشاسعة الحجم منها. يرجى ملاحظة أنه رغم الشهرة الواسعة التي اكتسبتها بعض الأنواع مثل التيرانوصور ريكس وفيلوسيرابتور، إلا أنها لم تكن النوع الوحيد ولا الأكثر انتشارا لجميع الديناصورات.

استوطنت العديد من فصائل الديناصورات مناطق مختلفة حول العالم اعتماداً على بيئات تلك الحقبات الزمنية. هنا نظرة عامة موجزّة لهذه الأماكن الرئيسية والموائل الخاصة بكل مجموعة:

الأرض الخالية: قارة غوندوانا وأوراسيا الموحدة

خلال فترة الدهر الوسيط المبكرة - والمعروف أيضاً بالعصر الثلاثي المتأخر والعصر الجوراسي المبكر - كانت معظم القارات مجتمعة معاً تحت كيان واحد يُسمى "Pangea". كان هذا الوضع يشكل خريطة عالمية شاسعة تحتوي على مساحات شاسعة مليئة بالأراضي البرية المناسبة للعيش فيها. وكانت أغلبية ديناصورات ذلك الوقت تنتمي لفصيلة ساوروبوداي (Sauropods)، وهي طيور زواحف عملاقة ذات رقبة طويلة وذيل ضخم وجسد ثقيل. عاش أفرادها في مجموعات كبيرة تقيم بالقرب من المسطحات المائية لتوفير المياه اللازمة لبقائها.

في الجزء الجنوبي الشرقي من Pangea، وهو ما يعادل اليوم أمريكا الجنوبية وإفريقيا والأستراليا والهند وأجزاء صغيرة من آسيا، اتخذت المنطقة اسم "Gondwana" وكان بها نوعان رئيسيان هما Sauropodomorphs وTheropods. أما في النصف الشمالي الغربي الموافق لإفريقيا وآسيا وأوروبا فقد ظهرت هناك عدة أصناف أخرى تشمل Theropodans وOrnithischians وغيرهما الكثير.

عصر الإمبراطوريات القديمة: انفصال القارات وتنوع الموائل

مع مرور الوقت بدأت القشرة الأرضية تتغير نتيجة لحركة الصفائح التكتونية؛ إذ بدأ الانشقاق يحدث بشكل متدريج مما ينتج عنه إنشاء ممرات بحرية بين المناطق المختلفة. وهكذا انفصلت Gondwana وانقسمت لأقاليم مستقلة لكل واحدة منها خصائص جغرافية خاصة ومناطق حيوية فريدة أيضًا. مثلاً، انتشرت الثدييات الصغيرة وبقايا النباتات الناجية من الكوارث الانقراضية السابقة وانتشر الفراشات المنتجة للحشرات بينما بدأت تظهر أول أشكال الطيور الحديثة مثل Archaeopteryx. وفي نفس الوقت استمر ذوو الرقاب الطويلة والسحالي العملاقة بالسير على أرض الواقع بحثًا عن غذاءهن الوفير آنذاك والذي كان عبارة عن نباتات كثيفة ومتعددة الأشكال والحجوم. كما ظهر أيضا جنس جديد يدعى Iguanodon –وهو أحد أقارب Stegosaurus– ويعتبر أكثر قدرة على الحركة مقارنة بسلفه الأكبر حجماً بسبب بنيته الهيكلية الجديدة الملائمة للتكيف مع الظروف البيئية الصعبة آنذاك. بالإضافة لذلك نشأة ديناصورات جديدة تمامًا فتح المجال أمام فرص الحياة والتكاثر والتطور المستدام داخل كل منطقة حسب ظروفها الطبيعية المحلية سواء أكانت صحراويّة مطيرة أم جبلية قارصة البرودة.

وفي نهاية المطاف تطورت جميع أنواع الديناصورات بما يكفي حتى تأهل لها المكان المثالي لها وللعيش فيه وفقا لقواعد الانتقاء الطبيعي ودورة حياتها المعقدة نسبياً حين ذاك!


أنيس بن غازي

8 مدونة المشاركات

التعليقات