تتميز القطط بريقتها المتألقة في الأمسيات الداجية؛ ولكن كيف تحدد هذه اللوثة الصغيرة طريقها عبر الغرف المعتمة؟ إن قدرة القطط على الرؤية تحت ظروف ضوئية مختلفة هي نتيجة لمجموعة متكاملة من العوامل التشريحية والنظرية. أولًا، تتمتع القطط برؤية خارجية واسعة للغاية - بما يقارب 200 درجة مقابل 180 درجة للإنسان التقليدي - وهو أمر مفيد جدًا لها عندما تحتاج إلى مراقبة محيطها بحثًا عن المخاطر المحتملة أو الفرص الغذائية. بالإضافة إلى هذا الاتساع الكبير للمجال البصري، فقد تطورت عيونها بطريقة تُحسن بشكل كبير حساسيتها تجاه مستويات الإنارة المنخفضة.
من الناحية التصميمية، تشتمل عين القطة على خلايا تُطلق عليها اسم "خلايا عصوية" تساهم بنسبة كبيرة في قدرتنا نحن أيضًا على رؤية العالم خلال النهار وليله. لكن لدى القطط منها بستة إلى ثمانية أضعاف كمية تلك الخلايا بالمقارنة بنا، وهذا يعني أنه حتى لو كان هناك فتيل صغير واحد للأضاءة خلف غرفة مظلمة تمامًا، فلن تزعم قطتك بأن المكان فارغ. علاوة على ذلك، يتميز الجزء الخارجي للعين لديهم بتوسعة وانكماش بإيقاعات معقدة متزامنة مع شدة الإضاءة الموجودة حولهم – فإذا كانت المساحة مضيئة جدّاً، فسيتم تضييق فتحات العين لمنع التعرض الزائد لأشعّة الشمس المؤذية لهم ولمنع دخول الكثير منه وبالتالي زيادة احتمالات تلف شبكيته المرعبة بالفعل فيما بعد!
لكن الأمر ليس فقط متعلق بالجزء الخارجي للعين وحده. فالجزء الداخلي منها يحوي عدة تفاصيل مثيرة للاهتمام كذلك! القرنية هنا ليست مجرد نسيج زجاجي بل إنها تحمل طبقات شفافة خاصة تسمى "الباسامية"، وهي تؤثر مباشرة على تألق ومشرقة وهج وجه نجم الفنلندي حين ينتابونه شعور الاسترخاء أثناء نوم عميق هادئ داخل مساحات حميمة مليئة بالهدوء والاستقرار النفسي والعاطفي لديه وهو يشاهد عرض حديث آخر من حياتهم البرية المتنوعة والمذهلة حقاً. وتعمل هذه الطبقة كنظام انعكاسي يُعيد توجيه أشعة الضوء نحو منطقة الشبكية المركزيّة المحورية بدلاً من تبديد الطاقة الضوئيّة بلا هدف في اتجاهات جانبية وغير ضروريّة بالنسبة لتحقيق قدرة تصنيف وإدراك صحيح لكل عناصر مشهد ما يحدث أمامه الآن وفي الوقت الحالي ذاته تحديدًا.
وما زاد الطين بلّة هو اكتشاف عالم الأحياء الأمريكي الشهير كارل شانكس سنة ١٩٧٥ أنّ بعض الأنواع المختلفة بين كلٍ ممّا يصنفوه علميًا بصفته سلالة واحدة واحدة يدعى 'Felis catus' قادرةٌ فعلِيٌ مشاهدتهم لموجات ألوان خارج نطاق رؤيتنا كالضوء فوق البنفسجي والذي يعد جزء أساسي من منظومة الحياة الأرضية فضلاً عن كون له دور حيوي ملحوظ جداً فى كافة جوانب مختلف العمليات البيولوجية للنباتات وكذلك للحشرات والإبداعيات والحياة البحرية بكل أنواعها وأشكال وجوداتها ومع مرور الوقت تبين لنا مدى أهميته القصوى لصالح صنوف الانواع الحيوانية عامة بغض النظرعن نوع جنسيات هيكل ومنظوماته الداخلية .ومن ثم اتضح لنا لاحقا بأنه رغم محدوديتي محدوديتي القدرة البصرية لديكم زملائنا الأقربون إلينا إلا إنه بإمكانهم رصد واستقبال الرسائل المبكرة المبكرة المدونة بهذا النوع الخاص من موجات الضوء وليس هنالك حاجزا أمام إدراكه ولا شي يعوق عملية رؤيته عند هؤلاء الأخوة الفقارية ذات الدم الساخن ممن خلقوا وخلقنا سوياً منذ القدم وانتقلونا بالتطور الثقافي لعالمنا الإنساني الحديث المُبهراً اليوم.
على الرغم من أن مستوى أداء وظائف أعصابها عالية الجودة نسبيا إذا قورن بكفاءة نظائرنا الذاتيين فيها الا انه يبقى سيد الموقف دائمًا ومتعاظم التأثير والثراء المعرفي والتأملي لما قبل وبعد كل لحظة جديدة تمر عليه وعلى عقله الآسر الطفلانية البراءة الذي مازالت تستهوي ويستمتع بشأن معرفتها وفهم طبيعة خصائص قوانين الفيزياء الكونية الخاصة بجسد خلقه الله سبحانه وتعالى ورزقه فهماً واضحًا وصحيحًا لاتجاهات خارجه الدنيوية الجميلة..!!!
---End of Message---