- صاحب المنشور: إيليا التواتي
ملخص النقاش:
افتتح الناقشون نقاشهم حول مسألة استبدال الذكاء الاصطناعي للبشر في مختلف الأعمال. بدأ المؤلف الأول، إيليا التواتي، بالمطالبة بتحول شامل حيث يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً مركزياً في كل القطاعات، مما سيؤدي حسب قوله، لتحولات نوعية في الحياة العملية ويتطلب مهارات تفكيرية عالية لدى البشر.
رد الدكتور الطاهر السيوطي بحذر، داعيا إلى الأخذ بعين الاعتبار التأثيرات الاجتماعية والاقتصادية لهذا التحول الكبير. وأوضح أن هذا التغير الجذري قد يحمل معه مخاطر مثل الزيادة في معدلات البطالة، بالإضافة إلى الصعوبات في تعويض القدرات البشرية الفريدة كالقدرة على التعاطف والإبداع والتي يصعب على الآلات تقليدها. اقترح السيوطي ضرورة البحث عن توازن بين استخدام الذكاء الاصطناعي والمعارف البشرية الغنية.
من جهتها، أثارت الدكتورة يسرى الراضي قلق السيوطي لكنها شددت أيضاً على أهمية الإعداد المستمر للقوة العاملة لمواجهة متطلبات عالم الذكاء الاصطناعي الجديد. طالبت بضرورة ضمان تلقي الجميع لدورات تدريبية مستمرة للحفاظ على قدرتهم على المساهمة في سوق العمل.
أما الهيئة الأخرى المشاركة، د. هبة بن عثمان، فأبرزت الجانب الإيجابي للتغيير الرقمي الواسع الانتشار. ذكرت أن الرغبة في البقاء قادرًا وملائماً للسوق العالمية ستولد فرصاً عديدة للأبحاث والابتكارات الجديدة ضمن مجتمعات أكثر تقدمًا تكنولوجيًا.
في المقابل، أضاف الأستاذ محمد المهدي رؤية ذات شق ثاني، موضحًا أن بعض الوظائف المبنية أساسا على الحاجة البشرية الفائقة -كالرحمة والعطف- غير قابلة للتغييب بالكامل بغض النظر عن أي تحسينات تكنولوجية. اقترح نهجا متعدد الطبقات لحماية هؤلاء الأشخاص من خلال توفير برامج تأهيليه وإعادة تحديد الأدوار لهم وفق احتياجات السوق المتغيرة.
خلال جميع هذه المواقف المختلفة، يبدو واضحا مدى تعقيد القضية المطروحة. رغم وجود احتمالات للفوائد والنكسات المحتملة عند تبني الذكاء الاصطناعي بصفته قوة رئيسية, يُشدد النقاش أيضا على الحاجة الملحة لإعادة تنظيم وصقل المهارات البشرية وتعليمها بالتزامن مع ذلك.