ملخص النقاش:
النقاش حول العلاقة بين الإبداع والواقع يطرح تساؤلات مهمة على طبيعة الفكر وكيفية التعامل مع المستقبل. في سياق هذا النقاش، نجد أفكارًا متعددة تتنافس بين التحرر للخيال من قيود الواقع وضرورة دمجه في إطار عمل واقعي. يُبرز هذا الموضوع موقفين أساسيين: تحرير الإبداع من قيود الواقعية لتمكين الابتكار بشكل غير محدود، والجانب الآخر يُدافع عن التوازن بين الفكرة الإبداعية والواقع لضمان تأثيرها المستدام.
لقد أشار أحد الأطراف إلى أن عملية الابتكار يجب ألا تُحصَّر في حدود مفروغ منها بل ينبغي للفكرة الإبداعية أن تسير في غير جو قيود. هذا الموقف يشير إلى أن الحالات التاريخية حيث كانت الأفكار الجديدة مُهملة بسبب عدم تطابقها مع الواقع القائم، قد اضطرت المجتمعات للاعتذار لاحقًا عن استغفال هذه الأفكار. إن الإبداع دون قيود يُعتبر مصدرًا رئيسيًا للابتكارات التي تحول العالم.
من ناحية أخرى، يجادل المفكرون في ضرورة الانخراط بين الإبداع والواقع. يُشير هذا الموقف إلى أن الابتكارات التي لم تأخذ في اعتبارها حدودًا وواقعية يمكن أن تؤدي إلى فشل. الإبداع، بحسب هذا المنظور، يستفيد من دمج عنصر التدبر الواقعي لضمان نجاحه وتأثيره العملي.
يُبرز أحد المشاركين في النقاش، فتحي مهيري، رؤية جذرية حيث يؤكد على أن "الواقع" نفسه هو مجموعة من الأفكار والخيالات التي تُعاد صياغتها كحقائق. إذ يشير إلى أن الإبداع لا بد وأن يكون حرًا، فقد يكون هو نفسه مصدر التغيير فيما نعتبره "الواقع".
تظل الجدالات حول هذا الموضوع تحمل أبعادًا عديدة، وكلا المسارين للفكر يُقدِّمان رؤى قيّمة. من جهة، الإبداع غير المقيد قد يكون مصدرًا لابتكارات لم تكن ممكنة داخل حدود التفكير التقليدي. ومن جهة أُخرى، فإن الجسر بين الأفكار الجديدة والواقع قد يكون مفتاحًا لتطبيقات عملية تؤثر في حياة الناس بشكل إيجابي. في نهاية المطاف، قد تعتبر الإستراتيجية الأمثل هو تحقيق التوازن بين الاثنين لضمان أن يكون الإبداع ليس فقط مصدرًا للابتكار، ولكن أيضًا جهة عاملة تحقق التأثير المطلوب في العالم.