الفيل، ذلك العملاق المهيب للغابة الأفريقية والأسيوية، ليس مجرد كائن ضخم ذو خراطيم طويلة وأنين متواصل؛ لكن هل تساءلت يوماً عن اسم الصوت الذي يصدره؟ إنه "النِهيم"، وهو صوت الفيل العربي التقليدي. ولكن دعونا نغوص أكثر في عالم هذه الثدييات الضخمة لنكتشف المزيد عن حياتها اليومية ومعجزاتها البيولوجية.
يتمتع الفيل بحواس قوية بشكل لا يصدق، بما فيها الشم الرائع الذي يساعد في تحديد منابع الماء واستشعار المخاطر. يمكن لهؤلاء العملاقين الشعور بموجات الحرارة والإشارات الكهربائية المنبعثة من البيئة المحيطة بهم، مما يعطيهم أدوات استثنائية للبقاء والاستمرار في صحراء أفريقيا القاسية وغابات الهند الاستوائية.
صغير الفيل، المعروف باسم "الدغفل"، ولد بالفعل قادرًا على المشي خلال ساعات قليلة فقط من الولادة. تبدأ رحلة الحمل لدى أنثى الفيل منذ حوالي ستة عشر شهرًا حتى اثنتي عشرة سنة أخرى قبل ظهور الدغفل الشرس والقوي لأول مرة أمام العالم. وعلى الرغم من قوة هذا الجنين الجديد، فإن الأم تتولاه برعاية شديدة ودائمة تقريبًا لما يربو على ثلاثة أعوام كاملة.
على الجانب الآخر، تشتهر الفيلة أيضًا بترابطها الاجتماعي والعاطفي الكبير بين بعضها البعض وبين الأم وصغيرها خاصةً. فعندما تجوب قطعانهم الواحات بحثًا عن الطعام ليلاً، يشيع التواصل البدني والشعور المتبادل بالحماية والاحترام داخل مجموعتهم الصغيرة أو الكبيرة حسب الحالة. وقد أثبت العلم الحديث قدرتها على التعاطف والحزن إذا واجهت خسارة أحد أعضاء قطيعها المقرب.
لكن رغم كل تلك المواهب الطبيعية، إلا أنها معرضة للتحديات المستمرة بسبب تغير المناخ والصيد غير القانوني لفرائسها وجلودها وغيرها من المنتجات التجارية المصنوعة منها والتي تستغل بشدة بواسطة البشر الذين يسعون لتحقيق مكاسب مادية قصيرة النظر غالبًا.
مع تقدير عمر متوسط حوالي التسعين عامًا لكل فرد منهم، تعد حياة الفيلة مليئة بالتجارب المثيرة والمعبرة حقًا؛ لذا يجب علينا جميعا العمل بجد لحفظ بيئتها المحمية والسعي للحفاظ عليها للأجيال المقبلة مستقبلاً إن امتلكنا القدرة فعلينا القيام بدور فعال الآن كي نساهم بأقل الحدود لإعادة الحياة لهذه الأنواع الجميلة والكبيرةالحجم لتظل جزء أساسي لمنظومتنا الطبيعية الموجودة منذ زمن بعيد جدا!