تتميز الثعابين بقدرتها الفريدة على اكتشاف العالم من حولها بشكل أساسي من خلال حاسة الشم، وهو ما يجعلها مخلوقات مألوفة ومتكيّفة للغاية مع بيئاتها. وعلى الرغم من عدم امتلاكها لأنف التقليدي كما نراه في العديد من الحيوانات الأخرى، فإن هذه الزواحف بارعة حقاً فيما يسمى "بالشم بالأرض".
يُعد الهيكل العظمي للثعبان بسيطًا نسبيًا ولكنه يحتوي على بعض التفاصيل المثيرة للاهتمام التي تساهم في قدرته الاستشعارية الرائعة. تنصب الأنفان الأماميتان - والمعروفتان باسم القشور الأنفيّة - الخيشوميات الشبيهة بالأنبوب إلى الداخل عبر فتحتيهما لتشكيل خزانات صغيرة تحت الجلد مباشرةً. تعمل هذه الفتحات كمعبر بين البيئة الخارجية وحساسات الشم الحساسة داخل الرأس.
وعند استنشاق رائحة ما، تتجمع الجزيئات العطرية على سطح الخيشومي وتنتقل عبر قناة خاصة لتنتهي بجدار الفم، حيث يمكن لخلايا المستقبل olfactory receptors تحسسها وترسل الإشارات اللازمة إلى الجهاز العصبي الخاص بها. بالإضافة لذلك، هناك أيضاً جهاز آخر مهم يدعى Jacobson's organ والذي يساعد في تعزيز حس الشم عن طريق تحديد الروائح المعقدة مثل تلك المرتبطة بمستويات الخصوبة والحالة الاجتماعية ضمن فصائل الثعبان الخاصة بهم.
بشكل عام، بينما يبدو النظام الشمسي لدى الإنسان أكثر شيوعا بكثير مقارنة بحواس الثعبان الغريبة والعالية التعقيد، إلا أنها توفر مثالاً مذهلاً لكيفية تكيف الكائنات المختلفة واستخدام وسائل فريدة ومعقدة للتواصل والاستكشاف والتكيف البيئي.