على الرغم مما قد يبدو عليه الأمر, إلا أن الموز، هذا الفاكهة الشهيرة والمألوفة لدينا جميعا, ليس كغيره من الفواكه الأخرى في جانب واحد مهم: إنه يكاد يخلو تماما من البذور. هذا الأمر غير معتاد بالنسبة للفواكه، لكن هناك قصة خلف ذلك.
البداية مع العلم بأن الموز ينتمي لعائلة "Musaceae"، وهي مجموعة من النباتات تشمل أيضا الأنanas (أو فاكهة الأناناس). هذه الفاكهة تُنتج بشكل طبيعي بدون التوالد الجنسي الذي يستخدم فيه التلقيح لإنتاج البذور. بدلاً من ذلك، يُنتج الموز نسخة جديدة منه عن طريق نسخ نفسه - وهو نوع من التكاثر اللاجنسي يسمى بالاستنساخ.
لكن، هل يعني هذا أنه لا يوجد بذور بالموز أبداً؟ نعم، تقريباً! عندما يتم زرع الموز لأول مرة، قد تجد بعض البذور الصغيرة داخل الثمار قبل أنها تنضج وتصبح صفراء اللون. ولكن هذه البذور صغيرة للغاية ولا تتطور بشكل كامل لأنها لم تتم تلقيحها بشكل صحيح. وبالتالي، فإن معظم المحاصيل التجارية للموز خالية تماما من البذور.
الفكرة الشائعة هي أن البشر القدامى، الذين ربما يعود تاريخهم لما يقرب من خمسة آلاف سنة قبل الميلاد، كانوا قادرين على تطوير طرق لتعديل سلالات الموز لتحقيق إنتاج أكثر اتساقا وأكثر جاذبية من الناحية الاقتصادية. وهذا أدى إلى خلق أصناف من الموز لا تحتوي على أي بذور.
أما فيما يتعلق بمكان تواجد هذه البذور القليلة الموجودة: فهي موجودة في طبقات عميقة داخل الثمرة نفسها وقد يكون اكتشافها أمرا نادرا للغاية حتى لدى أولئك المهتمين بتفاصيل الزراعة الزراعية. ومعظم المزارعين اليوم يحصدون الموز بناءً على نموه وليس على وجود أو عدم وجود البذور.
هذه الرحلة التعليمية ليست فقط حول أين توجد بذور الموز ولكن أيضاً كيف أصبح الموز واحداً من أكثر الفواكه شيوعاً في العالم وكيف تأثرت طريقة زراعته بالتاريخ والثقافة الإنسانية.