تُعتبر عملية امتصاص الماء والأملاح المعدنية عملية حيوية بالنسبة للنباتات لتتمكن من النمو والازدهار بشكل سليم. تبدأ هذه العملية مع الجذور التي تعمل كبوابة رئيسية للوصول للموارد الغذائية الموجودة تحت سطح الأرض. يتم تنفيذ هذا الإمتصاص عبر عدة خطوات دقيقة ومعقدة.
أولاً، يتعين على الجذور تخفيف العوائق الفيزيائية مثل التربة الصلبة ليتمكن منها الوصول إلى طبقات الأوساط الغنية بالمغذيات. ثم تأتي مرحلة الامتصاص السلبي حيث يبدأ توازن الرطوبة الطبيعي بين التربة والنبات بالعمل. هنا، يقوم ضغط الماء داخل الخلايا الجذرية بتحفيز حركة الماء نحوها بسبب فرق التركيز، وهو ما يعرف بمبدأ التناضح.
بعد ذلك، هناك مرحلة مهمة وهي الامتصاص النشط الذي يستخدم الطاقة لإيصال الأملاح المعدنية من خلال نقل البروتين الخاص بالأيونات. وهذا يساعد في تنظيم مستوى الأملاح داخل خلايا النبات ويضمن أنها تحصل على الاحتياجات اللازمة للعناصر المغذية.
لتسهيل عملية الامتصاص، تطلق بعض النباتات مادة هورمونية تسمى "البيثين"، والتي تساعد على تفكيك بنية الرواسب وتعزيز نشاط البكتيريا المفيدة التي تساهم أيضا في إطلاق المعادن المتاحة للأخذ النباتي.
وفي نهاية المطاف، تجد تلك المواد المستغرقة طريقها إلى معظم أجزاء النبات عبر النظام القائم على الأنابيب الشبيهة بالسفن والتي تعرف باسم "الفلويمة". وهكذا، يمكن لنظام تغذية النبات الفعال تحقيق نمو صحي ومتوازن رغم الظروف الخارجية الصعبة.
