النعلة، تلك الحشرة الصغيرة ذات الأهمية القصوى بالنسبة للإنسانية، تتمتع بمجموعة فريدة من الأعضاء التي تلعب دوراً حاسماً في حياتها اليومية. أحد هذه الأعضاء هو عيناتها العديدة. بينما يمتلك الإنسان زوجاً واحداً من العيون، فإن نحلة العسل الواحدة لديها خمسة أزواج من العيون! ثلاثة منها زوجان صغيران منفصلان تسمى "العينين المركبتين"، وأخرى كبيرة واحدة أسفل رأسها تُعرف باسم "العيون البسيطة".
تعد العينان المركبتان هما المسؤولتان بشكل رئيسي عن القدرة الرأسية للنحلة على اكتشاف الطعام والحفاظ على المسار أثناء الطيران. كل عين مركبة تتكون من آلاف الوحدات المرئية الصغيرة المعروفة بالستوماتيديا والتي تعمل مجتمعة لتوفير رؤية واسعة زاوية ورؤية ثلاثية الأبعاد شبه كاملة. هذا النظام يساعد النحلة على رصد الفريسة وتحليل البيئة المحيطة بها بدقة عالية.
أما العيون البسيطة، فهي تشبه لنا عيون اليرقات وهي أقل تطوراً بكثير مقارنة بالعينين المركبتين. رغم ذلك، لها دور هام في تحديد الوقت الضوئي وتوجيه سلوكيات مثل البحث عن الغذاء والنوم والمشاركة في الرقص الخاص للتواصل مع أفراد الخلية الآخرين حول مواقع الرويال Jelly ومصادر الرحيق وغيرها من المعلومات المهمة داخل وخارج الخلية.
بالتالي، يمكن القول إن نظام الرؤية المتنوع لدى النحل ليس مجرد مجموعة متميزة بل هو مكرس لخدمة الحياة الدقيقة لهذه الحشرات العاملة بلا كلل.