تعدّ خصوبة التربة أحد العناصر الحاسمة التي تؤثر بشكل مباشر على نمو النباتات ونمط إنتاجها للمحاصيل الزراعية. يمكن تعريف خصوبة التربة بأنها قدرتها على تقديم العناصر الغذائية والمغذيات الضرورية لتنمية النباتات بصورة صحية وكافية. تعتمد هذه الخصوبة على عدة عوامل منها التركيب الفيزيائي للتربة، وجود عناصر غذائية كافية مثل النيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم، بالإضافة إلى البيئة الحيوية والتوازن بين مختلف الكائنات الدقيقة الموجودة فيها.
تركيب التربة هو عامل أساسي يؤثر مباشرة على خصوبتها. تتألف التربة عادةً من ثلاث طبقات رئيسية هي: الطبقة العليا الغنية بالعناصر الغذائية والمعروفة باسم "التربة الفعالة"، ثم الطبقة الوسيطة والتي تحتوي على المزيد من الصخور والأوساخ، وأخيراً الطبقة السفلى المؤلفة غالبًا من الصخور غير المنحلّة. كلما زادت كمية المواد العضوية -مثل الأوراق المتساقطة وجثث الحيوانات الصغيرة وغيرها- في الطبقة العليا، كانت التربة أكثر فائدة للنباتات لأن هذه المواد تعمل كنظام ريولوجي يحافظ على الرطوبة ويحتفظ بالماء لفترة طويلة كما أنها توفر مصدرًا مستمرًا للتغذية عبر تحلل البكتيريا والفطريات لها.
العناصر الغذائية المعدنية تلعب دورًا حيويًا آخر في تحديد مدى خصوبة التربة. يحتاج النباتون لنوعٍ معين ومتناسب من المغذيات لاستكمال دورتِهما الحيوية بكفاءة عالية؛ فعلى سبيل المثال يُعتبر نيتروجين ضروري لبناء بروتيناتها وللحفاظ على لون أخضر نابض بالحياة لأوراق الشجر بينما يساعد الفوسفور في تعزيز عملية التمثيل الضوئي وزراعة جذور قوية أما بوتاسيوم فهو مطلوب لتوفير المرونة المناسبة والنضج الطبيعي الثمار والحبوب والحصول على أفضل مردود محصولي ممكن. إن تواجد توازن مناسب لهؤلاء المعادن الثلاث ضمن حدود معينة يضمن بيئة مثالية لانبعاث براعم جديدة وانتشار خلايا حديثة ونشوء نظام جذري واسع قادرعلى امتصاص الماء والعناصر الأخرى وحسن تغذيتها كذلك.
بالإضافة لذلك ، شهد علم الآرض الحديث تقدماً ملحوظاً فيما يتعلق باستنباط طرق مبتكرة لإعادة تأهيل ترب مرهقنة واسترجاع صلاحيتها بعد استنزاف مواردها الرئيسية بسبب سوء استخدام تقنيات زراعية رديئة سابقا . وبالتالي أصبح بإمكان المزارعين اليوم رفع معدلات الإنتاج البراني بدون التأثير سلبا علي سلامة الموارد الطبيعية وعلى المدى البعيد أيضا . تشمل بعض تلك التقنيات تدوير مخلفات الاعلاف وإدخال مواد عضوية إضافية كسماد طبيعي ومستخلصات سمكية فضلا عن تطبيق تكنيك دورات زراعه متكررة بتبادل مساحات الأرض تحت أشجار زراعيه مختلفة مما يساهم جميعا بطريقة ما فى تحقيق هدف زيادة انتاج物 برأس مال طاقة أقل عموما .
وفي النهاية ، ليس هناك شك أنه ومن أجل ضمان سلامة وصحة محاصيل المستقبل ، يجب فهم وتعظيم الاستفاده القصوى من خاصية خصوبة تربة اي موقع مستهدف قبل بدء العمليات الانشائية ذات القيمة الاقتصادية المرتفعة المرتبطه بهذا المجال الانتاجي الكبير ذاته !