تُعد الأرانب من الثدييات المعروفة بفرائها المميز، والذي يأتي بأشكال وألوان مختلفة حسب النوع. معظم الأنواع تحمل اللون البني والرمادي وحتى البرتقالي، ولكن هناك استثناء ملحوظ وهو الأرانب السوداء النادرة من نوع "أماني". تتميز الأرانب بذيله الصغير المنفوخ، غالبًا باللون البني، مع وجود بعض الأنواع التي لها ذيول ذات لون أبيض أعلى مثل الأرانب ذي الذيل القطني ("Cottontails"). جنبًا إلى جنب مع الفرو الشامل، تمتلك الأرانب آذانًا طويلة وعيون يمكن تدويرها بزاوية 360 درجة، وهي خاصية تساهم في قدرتها الرائعة على اكتشاف الخطر من جميع الاتجاهات بدون الحاجة لتدوير رؤوسهن بالكامل.
تشبه أغلبية الأرانب في حجمها قطط المنزل تقريبًا، ويمكن لأكبرها أن يصل حجمه لعشرة كيلوجرامات وطول خمسين سنتيمترًا. ومع ذلك، فإن أصغر أنواع الأرانب قد تقصر حتى عشرين سنتيمترًا فقط وقد تحتمل الوزن أقل بكثير من نصف كيلوغرام. تتماشى حياة الأرانب البرية مع البيئة الطبيعية التي تفتقر فيها للحماية البشرية. فهي تبني مرابع خصصتها بأنفسها في باطن الأرض مليئة بأكوام من القش والأوراق لتحافظ على الدفء والحماية ضد الظروف الجوية المتقلبة والمهديدات الأخرى.
في ظل الطبيعة، تقوم الأرانب بإعادة نموها سنويًّا مرة واحدة خلال فصل الربيع، حيث يتم تحرير نفسها من طبقات الجلد القديم لاستقبال جديد نابض بالحياة. لكن ربما تجد البعض يعانون من فقد الشعر المستمر بفعل التأثيرات المحصورة داخليًا كالضوء الصناعي والتغيرات الغذائية المفاجأة وغير المنتظمة والتي تؤثر بدورها على النظام اليومي للجسم وسير عمليات السنخ الطبيعية.
غذائيًّا، تُعتَبَر الأرانب عاشبة خالصة وتعتمد بشكل أساسي على النباتات المختلفة كالبرسيم الأخضر والعشب والخضروات الورقية الغنية بالألياف والمعادن الضرورية لصحة عظامه وصحة هيكلها العام. بالإضافة لذلك، تقدم فاكهة ومكسرات وغنائم زهرية متوفرة بالقرب لرعايتها الشخصية. تشتهر هذه الثدييات أيضًا برشاقتها وفطنتها عالية السرعة - إذ يمكن لأنواع محددة منهم بلوغ سرعتٍ تزيد عن الـ ٢٩كم بالساعة الواحدة! وهذا يساهم بكل تأكيد بارتفاع درجات اليقظة لدى حماساتها واحتمالية الهروب المرعبة لكل مطارداتها المخيفة. أخيرا وليس آخرًا، تلعب القدرة الصوتية للأذن دورا بارزًا فيما يتعلق بتوقع وعزل مخاطر محتملة مقدمة من تهديدات الحياة البرية الأخرى وذلك عبر ضبط حركة نبضات قلب مقدم الرسالة الهاتفية الآدمية الخاصة بالإشارة التحذيرية المعدومة بصوت رنينه المكتشف بواسطة جهاز استقبال خاص بحاسة سمع قادرة بشدة لغاية حدوث حالة التنبيه الأولى تجاه أمر خطر قادم إن شئت تسميته كذلك... كل تلك المقومات مجتمعة تجعلها مثالًا حيًا للعقلانية والإستراتيجية الدفاعية المثلى وسط عالم مباح للجميع ولكلا الفريق المنافس فيه حق التصرف فيه بحرية كاملة بلا حدود ولا قوانين ملزمة إلا لقواعد لعبة الطبيعة الوحيدة والقاسية البديهية المبنية أساسا منذ القدم ولم تبدل ولم تتغير عن موقف ثابت ودائم... مهما حدث وماكان!!
