تعد الضب، المعروف أيضًا بالذبابة الصحراوية، أحد أكثر الحيوانات تشويقاً في البيئة البرية العربية. رغم مظهرها الغريب وطريقة حياتها المتخصصة، إلا أنها تتمتع بنظام غذائي معقد ومثير للاهتمام. في هذا المقال، سنستكشف عالم تغذية الضب ونلقي الضوء على العادات الغذائية الفريدة لهذه الثدييات الصغيرة ولكن القوية.
الضب، وهو حيوان ليلي نشيط بشكل أساسي، يعتمد بشكل أساسي على النظام النباتي في طعامه. ومع ذلك، فإن نوعية وجباته تتغير بناءً على موسم العام ومكان تواجدها. خلال فصل الربيع والصيف، عندما تكون الأوراق والنباتات خضراء وفيرة، تعتمد الضباء بشكل كبير على البذور وأجزاء نباتية مختلفة مثل براعم الازهار والأوراق الطازجة. هذه الفترة تعد وقت الاحتفال بالنسبة لها؛ حيث تستطيع الحصول على الطاقة اللازمة للاستعداد لفصل الشتاء المقبل بمجموعة متنوعة من المغذيات الدقيقة والمواد الغذائية.
في المقابل، أثناء أشهر الخريف والشتاء، تنخفض كمية الطعام المتاح للضب بسبب ذبول النباتات وانخفاض توفر المياه. هنا يأتي دور التكيف الاستثنائي لدى هذا النوع: فهو قادرٌ بشدةٍ على تخزين الماء داخل جسمِه لفترة طويلة نسبياً - قد تمتد لأشهر عديدة!- وذلك باستخدام كيس دهني خاص يسمح له بالحفاظ على رطوبته الداخلية حتى وإن لم يكن هناك مصدر للمياه متوفر بالقرب منه مباشرةً. بالإضافة لذلك، تجيد الضبع استخلاص الرطوبة من بعض أنواع الحشرات والسحالي الصغيرة التي تصطادها بين الحين والآخر مما يساعد أيضاً في مواجهة ظروف الجفاف.
ومع اقتراب نهاية شتائهما الصعب، تبدأ الضباء مرة أخرى بالإقبال على مجموعة متنوعة من الأعشاب والبقول والحبوب قبل بدء دورة الحياة الطبيعية الجديدة بداية الفصل التالي من السنة. وبالتالي يمكن القول بأن تغير نظامها الغذائي بما يتناسب مع تغيرات البيئة الخارجية يُعتبر جزءا أساسيا من سلسلة نجاعتها والبقاء ضمن بيئتها المحلية.
إن معرفتنا بتغذيتها تعطينا فهماً أعمق لسلوكيات حياة هذا الحيوان الرائع وكيف أنه يستغل مهاراته الخاصة للتكيُّف والتوازن وسط الظروف الطبيعية القاسية المتغيرة باستمرار والتي تزدهر فيها تلك الأنواع المستوطنة للحياة الصحرواية الواسعة والفريدة من نوعها عبر العالم العربي والخليج العربي تحديداََ .
