تُعدّ حشرات الأرضة، والمعروفة أيضًا باسم النمل الأبيض، واحدة من أكثر الحشرات شيوعاً التي قد تلحق الضرر بالمباني والهياكل الخشبية. وهي تنتمي إلى فصيلة Isoptera ضمن رتبة Hymenoptera، وتتشابه بشكل كبير مع النمل والنحل في تركيبة مجتمعاتها الاجتماعية المعقدة. تعيش هذه الحشرات عادةً في مستعمرات كبيرة يمكن أن تضم ملايين الأفراد، ويتكون مجتمع كل منها من ثلاثة أنواع رئيسية من الأفراد: الملكات والأفراد العاملون والجنديان.
تعتبر حشرات الأرضة حيوانات آكلة اللحوم في مرحلة طور اليرقة ولكنها تتغير لاحقاً لتستبدل غذائها بالخشب والبلاستيك والمواد الأخرى المركبة كجزء أساسي من نظامها الغذائي بعد البلوغ. إنها تقوم بتكسير الجزيئات الكبيرة لهذه المواد باستخدام مجموعة فريدة من الإنزيمات الهضمية القادرة على إذابة مادة السليلوز الموجودة بكثافة في هياكل النباتات المختلفة. يجعلها هذا الأمر مصدر قلق بالنسبة للممتلكات البشرية لأنها قادرة على إحداث ضرر هائل للبنية الخشبية للهياكل مثل المنازل والمكاتب ومراكز التجارة وغيرها الكثير.
بالإضافة إلى تأثيرها الاقتصادي الكبير نتيجة للأعطال المتكررة والحاجة المستمرة لإصلاح وإعادة بناء المباني المدمرة جزئيًا أو كليا, فإن لحركات الأرضة دور بيولوجي مهم للغاية ايضا. فهي تعمل كتسلسلات غذاء أساسية لعدد من الحيوانات البرية الأكبر حجماً بما في ذلك بعض الطيور والثدييات الصغيرة. كما أنها تساهم بطريقة غير مباشرة بدور محوري أثناء عملية التحلل الطبيعي للنفايات النباتية ويؤثر وجودها كذلك على نوع التربة ونسبة الرطوبة فيها ولذلك فان فهم دورة حياتها وكيفيه التعامل الآمن معها أمر ضروري لتحقيق توازن طبيعي داخل النظام البيئي المحلي وحماية ممتلكات الإنسان أيضا .
في النهاية ، ينبغي لنا كمجتمع بشري ان ندرك مدى أهميتها وضرورة العمل المشترك للتكيف مع وجودها واستخدام التقنيات الحديثة لمعالجة مشاكل الحفاظ عليها ومعالجتها بدون المساس بحياة الإنسان والكائنات الأخرى المرتبطة بها عبر سلاسل الغذاء المختلفة .