تُعتبر قدرة بعض الحيوانات على الاحتفاظ بالمعلومات وتذكرها أمرًا يُثير الانتباه بالفعل. بينما غالبًا ما يتم التركيز على دماغ الإنسان وعظمته فيما يتعلق بالتخزين والتذكير للمعلومات، هناك العديد من الأنواع الأخرى التي أظهرت قدرات ذاكرية ملفتة للعين. دعونا نتعمق أكثر ونستكشف القليل منها.
أحد الأمثلة هي الدلافين. هذه الثدييات البحرية قادرة بشكل استثنائي على التعرف على الأفراد الآخرين حتى بعد سنوات من آخر لقاء بينهما. هذا يعود إلى ذكائها الطبيعي العالي وخصوصًا القدرة الاستثنائية على الذاكرة البصرية. بالإضافة لذلك، تم رصد الدلافين وهي تستخدم الأسماك كوسيلة لتسجيل الأحداث - وهو سلوك معروف باسم "استخدام الأدوات".
الحيوانات الأخرى ذات الذاكرة الرائعة تشمل النمل والفئران. يستخدم النمل، مثل أنواع مثل نملة ليجيانترانيا فونيكس، ريشات معينة لهذه المهمة بدلاً من الاعتماد فقط على حاسة الشم لديهم كما يفعل البعض الآخر. يمكن لفرد واحد أن يحمل ما يصل إلى عشرات الجزيئات المختلفة ويعيد تحديد الموقع الصحيح لها لاحقاً. أما بالنسبة للفئران، فقد ثبت أنها تستطيع تذكر موقع الطعام المخفي لمدة طويلة جدًا تحت ظروف مختلفة مما يشير إلى وجود نظام ذاكرة متقدم للغاية.
وفي الطيور، الطيور المغردة هي واحدة من أكثرها إبداعًا عندما يتعلق الأمر بالذاكرة الموسيقية والأصوات المرتبطة بها. الدراسات العلمية تبين أنه بإمكانها تعلّم وأداء أغاني جديدة بمعدلات عالية وخارج موسم تكاثرها المعتاد - وهذا دليل واضح على قوة ذاكرتها الموسيقية.
كما يبرز أيضاً ذكر الكلاب في مجال الذاكرة؛ فهي تتمتع بفهم عميق للأوامر والكلمات الرئيسية المرتبطة بها والتي يمكن أن تتذكرها لأوقات طويل جداً رغم عدم استخدام تلك الأوامر بشكل دوري. وقد أثبتت تجارب عديدة مدى قوة ذاكرتها واستعدادها للتذكر حتى عند تقديم مكافآت غير متوقعة مقابل أداء مهمة مرتبطة بالأمر السابق تذكري سابقاً.
جميع هذه الأمثلة توضح تنوع القدرات الزمنية لدى مختلف الأنواع الحيوانية وكيف تتكيف خارج حدود النوع الإنساني في مجال العلم والمعرفة العقليّة. إن فهم كيفية عمل ذكيتهم وتذكرهم يمكن أن يساهم بشكل كبير في تطوير تقنيات ومناهج جديدة لدراسة ودعم الصحة المعرفية للإنسان نفسه.