- صاحب المنشور: فايز العسيري
ملخص النقاش:تُعتبر مشاركة المرأة في القوى العاملة أحد العوامل الحاسمة في تحقيق التنمية الاقتصادية. تشكل النساء نصف المجتمع العالمي ولكنهن غالبًا ما يواجهن تحديات كبيرة تمنعهم من الوصول إلى فرص العمل المتساوية والرعاية الصحية والتعليم الأساسي وغيرها. هذه العقبات ليست مجرد انتهاكات لحقوق الإنسان فحسب؛ إنها أيضًا خسارة اقتصادية للمجتمع ككل.
على مستوى العالم، هناك العديد من الأمثلة التي تُظهر كيف يمكن للمرأة عندما تتاح لها الفرصة الكاملة للعمل والمشاركة الاجتماعية أن تساهم بشكل كبير في تحسين الأوضاع المالية للأسر والأمم. بحسب تقرير صدر من البنك الدولي، فإن زيادة معدلات نشاط سوق العمل لدى النساء بنسبة 1% يؤدي عادةً إلى ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي بمعدل %0.3 - %2.7 حسب الظروف المختلفة لكل بلد. هذا يشمل كل شيء بداية من الدخل المرتفع بسبب الزيادة في الإنتاجية وحتى الإنفاق الاستهلاكي الذي يتم توجيه جزء منه نحو التعليم والصحة العامة مما يعزز الصحة الاقتصادية للبلاد على المدى الطويل.
التحديات الرئيسية أمام المشاركة الاقتصادية للمرأة
قوانين غير متكافئة: في بعض البلدان، تكون القوانين ضد حقوق الملكية أو الحقوق العمالية بالنسبة للمرأة أقل حماية مقارنة بالرجال. بالإضافة إلى ذلك، قد تخلق السياسات الحكومية بيئة غير مواتية للاستثمار والتطوير التجاري للسيدات.
الأدوار التقليدية والقوالب النمطية الجندرية: الأفكار الراسخة حول أدوار الرجال والنساء داخل المنزل وعند مكان العمل تعيق قدرة المرأة على المنافسة والاستقلالية المالية. هذه الصور النمطية تؤدي غالبًا إلى عدم الثقة بالنفس وضعف المهارات القيادية بين الكثير من السيدات.
الوصول المحدود إلى الخدمات الحيوية: الخدمات مثل الرعاية اليومية لأطفالهم وقرب أماكن عملهم ومراكز الرعاية الصحية تلعب دوراً محورياً في قرار المرأة بشأن دخول قوة العمل أم لا خاصة عندما يتعلق الأمر برعايتها لأسرتها.
الدور المستقبلي للمرأة وتأثيره المحتمل
بالنظر إلى التأثيرات الإيجابية لمشاركة أكبر للمرأة في القطاعات الاقتصادية، يُمكننا تقدير القدر الكبير للتغيير الإيجابي المحتمل إذا تم معالجة تلك العراقيل بطرق فعالة ومتكاملة. يمكن أن يُحدث دعم سياسات المساواة بين الجنسين وتحقيق العدالة الاجتماعية والثقافية فرقاً هاماً في مستويات المعيشة وفي نمو الاقتصاد الوطني أيضاً. إن رؤية المزيد من السيدات يقمن بتولي مواقع صنع القرار ويشاركن بنشاط في قيادة المشاريع التجارية ستساعد بالتأكيد في خلق مجتمع أكثر اعتدالا وإبداعا وإنتاجيا.
