تحولات التعليم: تقييم تأثير جائحة كوفيد19 على الأنظمة التعليمية العالمية

التعليقات · 0 مشاهدات

مع انتشار جائحة كوفيد-19 عالمياً، واجهت أنظمة التعليم تحديات غير مسبوقة. اضطرت المدارس والجامعات إلى التحول المفاجئ نحو التعلم عبر الإنترنت، مما أدى إ

  • صاحب المنشور: فاروق الدين التازي

    ملخص النقاش:
    مع انتشار جائحة كوفيد-19 عالمياً، واجهت أنظمة التعليم تحديات غير مسبوقة. اضطرت المدارس والجامعات إلى التحول المفاجئ نحو التعلم عبر الإنترنت، مما أدى إلى تحولات كبيرة في طريقة تقديم وتلقي المحتوى الأكاديمي. هذا التحول كان له آثار متعددة الفصول، سواء كانت ايجابية أو سلبية، والتي ستتم دراستها بتفصيل في هذا المقال.

من الجوانب الإيجابية التي برزت خلال هذه الفترة، زيادة المرونة والتكيف مع التكنولوجيا الرقمية. أصبح الطلاب والمعلمون أكثر قدرة على العمل بكفاءة أكبر باستخدام الأدوات الرقمية مثل منصات التعلم الإلكتروني والمؤتمرات الفيديو. كما سهلت المنصات الرقمية الوصول للمعلومات والأدوات التعليمية للجميع بغض النظر عن موقعهم الجغرافي. بالإضافة لذلك، فإن القدرة الجديدة على التواصل عبر الإنترنت قد عززت الشفافية والدعم بين المعلمين وأولياء الأمور والطلاب.

على الجانب الآخر من المقاييس، ظهرت أيضاً بعض السلبيات الكبيرة. عدم توفر الاتصال بشبكة إنترنت عالية السرعة في العديد من المناطق الريفية والحضر الفقيرة خلق فجوة رقمية تعيق عملية التعليم. كذلك، غياب الحافز الشخصي الذي تقدمه البيئة المدرسية التقليدية أثّر بالسلب على تركيز الطالب وتحفيزه للاستيعاب. علاوة على ذلك، يعتبر الأطفال الصغار عموماً أقل استعداداً للتفاعل بنفس المستوى الناجح ضمن بيئات التعلم الافتراضية مقارنة بأقرانهم الأكبر سنّاً.

ومن وجهة نظر الصحة العقلية للأطفال والشباب، يمكن القول بأن التعرض المطول للشاشة ربما زاد الشعور بالوحدة والعزلة الاجتماعية التي تعد عوامل خطورة محتملة للإصابة بالاكتئاب وغيره من المشاكل الصحية النفسية المرتبطة بهذه الحالة الفيروسية. بينما تشجع وزارة التربية والتعليم السعودية الآن نموذجا هجينًا يتضمن الجمع بين التدريس وجها لوجه وبالتعليم الإلكتروني لتوفير أفضل تجربة تعلم ممكنة, إلا أنها تواجه تحديًا كبير يتمثل في ضمان جودة التعليم في جميع القطاعات المختلفة داخل المملكة العربية السعودية نفسها بسبب التفاوت الكبير بين مناطق البلاد فيما يتعلق ببنية تحتية عالية الأداء وموارد بشرية مؤهلة تدريبيا لهذه الوظائف الجديدة المناطة بها حاليا أثناء وبعد جائحة كورونا المستجد(COVID-19).

وفي نهاية المطاف ، وعلى الرغم من وجود تناقضات واضحة حول النوع المثالي الجديد للنظام التعليمي العالمي بعد انتهاء تفشي مرض كوفيد19، إلّا أنه واضحٌ أنه يجب الأخذ بعين الاعتبار التأثير الثابت لهذا الوباء العالمي الغير متوقع والذي سيحتفظ بمكانته المركزية كأساس لتحسين تطوير السياسات الحكومية المتعلقة بصناعة التربية وتعزيز نوعيتها مستقبلاً. وهناك حاجة ملحة لجمع واستيعاب الدروس المستفادة من فترة الاجراءات الاحترازيه لجائحه كورنا ومن ثم تحديد المواقع الأساسية اللازمة للمضي قدمًا باتجاه نظام ثانوي جديد ومتطور قادر حقا على تحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية لمختلف مجموعاته العمرانية المستهدفة نظريا وعمليا - خاصة تلك الأكثر احتياجا لدينا اليوم وغدا أيضا.

التعليقات