النوم جزء أساسي من حياة جميع الكائنات الحية، بما فيها النحل. قد يبدو الأمر مفاجئاً, لكن حتى هذه الحشرات الصغيرة تقوم بنمط معين من النوم خلال يومها الطويل. يختلف جدول النوم لدى نحل العسل عن معظم الحيوانات الأخرى بسبب حياتهم الاجتماعية المعقدة وطريقتهم الوحيدة للحصول على الغذاء - جمع الرحيق والعسل.
في النهار، تعمل ملكة النحل والإناث العاملة بلا انقطاع تقريباً. إنّهن يحصلن على القليل جداً من الراحة أثناء العمل المستمر لجمع الرحيق وعمل الخلايا وتربية الصغار وتنظيف المنزل. ولكن عندما يستغرقهن الليل، تبدأ طقوس نوم خاصّة بهم.
تبدأ عملية "الاسترخاء الليلي" عادة بعد غروب الشمس مباشرة. هنا، تتوقف الإناث العاملات تدريجياً عن حركتهن الخارجية، ويصبح نشاط خلية النحل أقل بكثير مما كان عليه في النهار. هذا ليس بالضرورة تعني أنهن ناموا بالفعل؛ فهناك بعض الأنشطة مثل تنظيف المكان واستبدال الزوجات الأمات التي تستمر حتى وقت متأخر نسبياً في الليل.
بحلول الساعة العاشرة مساءً تقريباً، تبدأ خلايا النحل الدخول بشكل عميق أكثر إلى حالة شبيهة بالنوم تُعرف باسم "الهبوط". خلال هبوط النحل، تتباطأ حركة التحركات الجسدية والنفسية الخاصة بها بشكل كبير للغاية. كما أنها تقلص نشاط عضلاتها الداخلية والخارجية بالإضافة لتخفض مستويات تنفسها ونشاط دماغها.
هذه الحالة ليست نومة كاملة تمامًا لأن النحل قادر على الاستيقاظ سريعًا عند الضرورة القصوى مثل وجود خطر خارجي أو طلب غذاء ملح. ومع ذلك فهي فترة هامة لتعافي الجسم وإعادة بناء الطاقة للمجهود التالي ليومه الجديد. وبالتالي فإن دور النوم مهم جدًا في المحافظة على الصحة العامة لنحلة عسل واحدة وعلى استمرار أقوياء لهذه المجتمعات الحيوية جدًا بالنسبة لنا وللعالم الطبيعي ككل.
وفي النهاية، يمكن اعتبار أن نمط عمل ونوم نحل العسل هو مثال رائع لكيفية تكيف الكائن الحي مع بيئه معينة لتحقيق البقاء والتطور داخل النظام البيئي الكبير والمدهش للعالم الطبيعة!