يتمتع سنام الجمل، وهو أحد أكثر الأجزاء تميزاً في هذه الحيوانات الصحراوية القوية، بتكوين معقد يخدم مجموعة متنوعة من الوظائف الحيوية. يُعتبر السنام مخزن طاقة رئيسي للجمل، حيث يستطيع تخزين كميات هائلة من الدهون التي يمكن تحويلها إلى مصدر للطاقة والسوائل عند حاجة الجمل إليها خلال فترات الجدب الطويلة. يحتوي كل سنام عادةً على كيسين دهنيين ضخمين يعملان كخزانات للتخزين المؤقت لدهون الجسم.
يتكون السنام بشكل أساسي من نسيج ليفي غني بالأوعية الدموية والنهايات العصبية، مما يعطي له القدرة على الانكماش والتمدد بناءً على احتياجات الجمل الغذائية والمائية. عندما يحصل الجمل على غذاء وفير وسوائل كافية، ينمو السنام ويتضخم بسبب تراكم الدهون داخله. أما أثناء الفترات التي تنخفض فيها توافر الغذاء والماء، يقوم الجمل بإطلاق هذه الدهون المخزنة لتوفير الطاقة اللازمة لبقاؤه.
بالإضافة إلى دوره كمحرك للطاقة، يلعب السنام أيضاً دوراً فعالاً في تنظيم درجة حرارة جسم الجمل. تمتلك الخلايا الموجودة داخل السنام قدرة خاصة على زيادة معدل دوران الدورة الدموية الإقليمية، مما يساعد في تبريد الجلد الخارجي للمخلوق خلال درجات الحرارة المرتفعة. وفي المقابل، تعمل عضلات السنام على تقليل مساحة سطحها بالتعاقدات المستمرة لإبقاء الحرارة محصورة بالقرب من مركز الجسم والحفاظ عليها تحت ظروف البرد الشديد.
ومن الناحية الجمالية والتطورية، يعد شكل وحجم السنام مميزة بيولوجية فريدة لدى بعض أفراد جنس كاميليداي مثل جمالات الثلج والجبال وحتى بعض سلالات الحمير الوحشية البرية. وقد تطورت هذه الصفات الفريدة عبر ملايين السنين كرد فعل مباشر لمحيطاتها الطبيعية القاسية في مناطق وسط آسيا ومشرق الأرض القديمة.
وبالتالي، فإن فهم تشريح وأداء وظيفة سنام الجمل يكشف لنا عن مدى براعة الله وتناسقه الكوني في خلق الحياة البرية بما يناسب متطلباتها المعيشية الخاصة بكل نوع حيواني وفق النظام البيئي الخاص به.
