- صاحب المنشور: سناء التازي
ملخص النقاش:
في عصرنا الرقمي الحالي، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءاً لا يتجزأ من حياة العديد من الشباب حول العالم. تتيح هذه المنصات فرصة للتواصل المستمر مع الأصدقاء والعائلة، وللحصول على المعلومات والترفيه. ولكن، هل لهذه الوسائل تأثير سلبي على صحة الشباب النفسية؟ الدراسات الحديثة تشير إلى وجود علاقة بين الاستخدام المتكرر لوسائل التواصل الاجتماعي والأعراض المرتبطة بالقلق والاكتئاب لدى فئة الشباب.
العزلة الاجتماعية والتفاعل الافتراضي
يُعتبر التفاعل عبر الإنترنت عادة كبديل لتلك العلاقات الشخصية الحقيقية، لكن هذا قد يؤدي إلى شعور بالعزلة الاجتماعية الشديدة بسبب عدم القدرة على التواصل الجسدي والحقيقي. يجد الكثير من المستخدمين أنفسهم أكثر راحة خلف الشاشة، مما يمكن أن يقوض مهارات communication interpersonal الأساسية ويؤثر سلبياً على تقدير الذات والثقة بالنفس.
المقارنة والمواكبة الدائمة
تنتشر ظاهرة "مواكبة" الحياة الخاصة للأشخاص الآخرين والتي غالباً ما تكون تمثيلاً غير واقعي للحياة اليومية. يمكن للمستخدمين الشعور بأن حياتهم أقل قيمة مقارنة بحالات الهالة التي يعرضها البعض على وسائل التواصل الاجتماعي، وهو الأمر الذي يعرف باسم "الإنستغرام". هذا النوع من المقارنات يمكن أن يساهم في زيادة مشاعر القلق والإحباط.
النوم المضطرب واضطراب الهوية الرقمية
يمكن للضوء الأزرق المنبعث من الشاشات الذكية التأثير سلبًا على مستويات الميلاتونين - هرمون النوم الطبيعي للجسم. بالإضافة لذلك، فإن الزيادة الكبيرة في المحتوى المرئي والصوتي على وسائل الإعلام الاجتماعية تؤدي غالبًا إلى اضطرابات نوم ملحوظة لدى الشباب. أيضاً، يمكن أن تتسبب تحديات الهوية الرقمية حيث يحاول الأفراد خلق شخصية متعددة الطبقات بناءً على تصورات جمهورهم عبر الانترنت.
الطرق العلاجية المُحتملة
على الرغم من ذلك، هناك خطوات يمكن اتخاذها للتقليل من الآثار الضارة لوسائل التواصل الاجتماعي:
1- تحديد فترات زمنية محددة للاستخدام اليومي لها.
2- التركيز على جودة الوقت الذي يتم قضائه مع الآخرين وليس كمية الرسائل أو التعليقات.
3- استخدام التقنيات المساعدة مثل وضع الحدود أثناء وقت النوم وتفعيل الوضع الليلي عند الليل لمنع الضوء الأزرق القوي.
باختصار، بينما توفر لنا وسائل التواصل الاجتماعي العديد من الفوائد، إلا أنها تحتاج أيضًا إلى تنظيم واستخدام مدروس لحماية الصحة النفسية للشباب خاصة.