في رحلة التنفس الخفية: كيف تتنفس النباتات الخضراء؟

التعليقات · 0 مشاهدات

تعد عملية التنفس إحدى العمليات الحيوية التي تضمن استمرار الحياة لكافة الكائنات الحية على الأرض، بما فيها النباتات الخضراء. قد يبدو الأمر بديهياً بالنس

تعد عملية التنفس إحدى العمليات الحيوية التي تضمن استمرار الحياة لكافة الكائنات الحية على الأرض، بما فيها النباتات الخضراء. قد يبدو الأمر بديهياً بالنسبة لمعظم الناس حول كيفية تنفس البشر والحيوانات، إلا أن فهم كيفية "تنفس" النبات يشكل تحدياً فريداً. تتميز النباتات بأن لها طرائق مختلفة ومتنوعة للتنفس بناءً على بيئتها وظروف نموها. دعونا نستعرض سويًا كيف تستطيع النباتات الخضراء القيام بهذا العمل الآني اللافت.

أول ما يلفت انتباه العلماء عند دراسة تنفس النبات هو التشابه الكبير بين عمله وأداء رئتينا. يمكن وصف المسام الموجودة على سطح الأوراق - المعروفة باسم الثغور - كمنافذ صغيرة تشبه الشعيرات الدموية لدينا. تلعب هذه المسام دور هام جداً في تبادل الغازات؛ فهي تمكن النبات من امتصاص ثاني أكسيد الكربون وطرد الزائد منه عبر إنتاج الأكسجين. يُطلق على هذه الظاهرة اسم "النشاط", وهو ليس مجرد مصدر للأوكسجين فحسب, ولكنه أيضا يساعد في تجفيف الاوراق وتحافظها ضد الفقد المفاجئ للسوائل والمياه بشكل عام مما يحمي النبات من الموت بسببالجفاف والحرارة .

وعلى الرغم من عدم وجود عضلات تعمل بنظام مشابه لما يحدث لدى البشر, إلا أنّ للنبات قدرته الخاصة التي تسمح له بامتصاص غاز الأوكسجين باستخدام تلك الثغور الصغيرة. وفي الواقع, يقوم العديد من أنواع الأشجار والأزهار بصنع الوقود الخاص بها باستخدام ذلك الغاز نفسه! إن تخزين كتلة حيوية جديدة أمر ضروري للحفاظ على المناخ المستدام والصحي للأرض, وهذه العملية ليست ممكنة بدون الدور الرائد للنباتات في تنظيم توازن الأنواع المختلفة لهذه الغازات الاساسيائية.

ومن الجدير بالملاحظة أنه بينما يتمتع ذوو الفقرات بأنماط ثابتة واحادية لاتخاذ شهيق وزفير مستمر خلال اليوم, فالوضع مختلف تمام الاختلاف عندما نتحدث عن الحياة غير المتحركة كالطبيعة. ينقسم يوم النبات إلى قسمين رئيسيين : فترة النهار وفترة الليل. وخلال ساعات الصباح الأولى حتى وقت الظهيرة المبكرة, سوف يستخدم النبات ثاني اكسيد الكاربون لتحويله الى جلوكوز تحت تأثير أشعة الشمس مباشرة , وهذا ما يعرف باسم "البناء الضوئيع". أما حينما تغيب شمس النهار وتحل عليها ظلمة الليل, فقد تبدأ بعض انواع النباتات في استخدام نفسها نظام التنفس الطبيعية لتبادل الغازات مع محيطها الخارجي – فتطرح بذلك مستويات اضافية من بثاني اكسيد الكربيون بالإضافة الي بخار مياه خاملة أكثر مما تفعل اثناء الساعات المشمسة السابقة عليه بكثير !

وفي النهاية وليس آخر المهمات الاعتيادي لنباتات طبيعتنا الخضراء هي تقديم خدمات أساسية لا تعد ولا تحصى لكل سكان العالم اجمع; فعبر اطلاق طاقة نظيفة وصديقة للبيئة نقود هواءنا الداخلي والخارجي بالتالي نساهم في خلق مجتمع خالي نسبياً من التلوث وتنقية جوksnماربنا المتناميون كذلك ايضا... إنها حقا واحدة من عجائب الله سبحانه وتعالى خلقه!

التعليقات