الولادة عند الثعابين هي واحدة من أكثر العمليات البيولوجية إثارة للاهتمام في عالم الحيوانات. هذه العملية ليست مشابهة لكل الأنواع الأخرى من الفقاريات، بل لديها خصائص فريدة خاصة بها تعكس تكيفاتها الفريدة كحيوانات زاحفة.
تبدأ الرحلة نحو الحياة الجديدة بالتلقيح، وهو عادة ما يحدث عندما يأخذ ذكر الثعبان زمام الأمر، مستخدمًا ذيله لتنشيط الإناث أثناء وضعها جانباً. بعد ذلك يتم تلقيح البويضات داخل جسم الأنثى. بعض أنواع الثعابين، مثل العديد من أنواع الأفاعي والثعابين البحرية، تتبع نمطاً يسمى الزايوجيني (Zygote)، حيث تنمو الجنين مباشرة خارج القشرة البويضاتية. بينما الآخرون، بما في ذلك معظم أنواع الثعابين الأفريقية والأوروبية، يستعملون طريقة تسمى الشرنقة (Ovoviviparity) حيث يبقى الجنين محاطاً بقشرة قبل ولادته حياً وخارج الجسم الأم.
في حالة الطريقة الأخيرة، تستمر الأم بتوفير الغذاء لتطور الجنين عبر الحبل السري حتى لحظة الولادة. وعند اقتراب موعد الولادة، تبدأ العميلة بشكل مشابه لما نراه في البشر؛ توسيع قناة الولادة استعدادا للأطفال الصغار الذين ينزلقون واحداً تلو الآخر إلى العالم الخارجي. ولكن الفرق الأكثر وضوحاً هو عدم وجود مرحلة "الحلمة"، فالثعابين ليس لها لبن كما لدى الثدييات. بدلاً من ذلك، يشرب الأطفال حديثو الولادة مزيج من المخلفات الغذائية والبكتيريا الموجودة في بيئة أمهاتهم.
بعد هذا الانتقال الدرامي للعيش المستقل، فإن هؤلاء الشباب سيتعين عليهم مواجهة تحديات البقاء بمفردهم في البرية. ومع ذلك، فقد تم تجهيزهم جيدًا لهذه المهمة بسبب قدرتهم الطبيعية على الدفاع عن النفس والمواءمة مع البيئات التي ولدوا فيها. إنها رحلة مثيرة لمراقبتها وتقدير التعقيد الرائع للتاريخ الطبيعي للحياة على الأرض.