يُعتبر الجمل إحدى أكثر الحيوانات إثارة للإعجاب في العالم الطبيعي بسبب قدرته الفريدة على البقاء والتكيّف مع البيئات القاسية. هذه الرحلة الرائعة تبدأ منذ لحظة الحمل وتستمر حتى النضوج.
في مرحلة الحمل التي تستغرق حوالي عام واحد عند الأجاويد الصحراوية، تقوم الأم بتوفير بيئة داخل جسمها تمكن الطفل الصغير من النمو بشكل مستقر. خلال هذا الوقت، يعيش الجنين في كيس مائي خاص يسمى "الرحم"، وهو محمي تماماً ومزود بكل ما يحتاج إليه للعيش.
بعد الولادة مباشرة، يقوم الوالدان بإسداء أول دروس الحياة للصغير. يتم ذلك عبر عرض طريقة الرضاعة المناسبة، وهي عملية أساسية ليس فقط لتزويد الجسم بالغذاء ولكن أيضاً لتعزيز الروابط العائلية. يبقى الجمل صغير الحجم غالباً بالقرب من والديه لمدة تتراوح بين ستة إلى ثمانية أشهر قبل أن يصبح مستقلاً بعض الشيء.
مع مرور الوقت، يبدأ الجمل في اكتساب القدرة على المشي والكثير من المهارات الأخرى اللازمة لبقائه مستقبلاً. النظام الغذائي له يشهد تغيرات كبيرة كذلك؛ فمن الاعتماد الكاسح على حليب الأم ليصبح قادرًا تدريجيًا على تناول الأطعمة المختلفة مثل الأعشاب والنباتات والشجيرات المتاحة لديه في موطنّه.
بالتأكيد، تنشأ عادات اجتماعية مهمة لدى الجمال عندما يصلون إلى سن الرشد. يتعلمون كيفية التعايش ضمن مجموعات كبيرة وكيفية التواصل الاجتماعي باستخدام مجموعة متنوعة من الإشارات الصوتية والجسديّة. كل هذه الخطوات هي جزء لا يتجزأ من رحلة ولادة وتطور واحدٍ من أغنى الكائنات البرية بالعالم.