تُعدّ طريقة المشي لدى الجمل واحدة من أكثر الطرق البدينة روعة وفعالية في عالم الحيوان. هذه القوة البدنية تتضمن مجموعة متقنة من الاستراتيجيات التي تضمن للجمال الحفاظ على توازنها وتنقلها عبر البيئات الصحراوية الصعبة. يتميز الجملي بأنه حيوان ثنائي الأقدام يمكنه الوقوف بشكل مستقيم بسبب عموده الفقري المتطور بشكل خاص والذي يسمح له بالتحرك بطريقة فريدة.
عندما يريد الجملي التحرك، يقوم أولاً بتوزيع وزنه بحذر بين كلا القدمين الأماميتين والخلفيتين قبل رفع أحد الزوجين للأمام. هذا العمل الدقيق يساعد في تقليل التأثير على العظام والمفاصل ويجعله فعال جداً عند التنقل فوق الرمال الناعمة وغير المستقرة. بالإضافة إلى ذلك، يحتوي العمود الفقري للجمل على فقرات تمتاز بالمرونة الغير عادية مما يعطي الحرية اللازمة لأرجله للتزحزح نحو القاعدة المركزية للجسم أثناء المشي وهو ما يساهم أيضاً في الثبات والاستقرار.
مجموعات عضلية كبيرة ومتخصصة تدعم حركات الجمل المختلفة. العضلات القوية الموجودة أسفل ظهره تسمح له بالإمساك بالقوام الرأسي بينما تعمل العضلات الجانبية لرفع وثني رجليه اثناء الخطوات القصيرة والسريعة. إنه نوعٌ من الموازانة الديناميكية بين الضغط والإطلاق للعضلات والتي تساعد الجمل على تحريك جسمه الثقيل بسلاسة وبشكل مستقر خلال رحلته اليومية بحثا عن الماء والأعلاف.
بالإضافة لذلك، فإن هيكل جمجمة الجمل مصمم لتحسين رؤية واسعة الزاوية وظاهر البصر وهي ميزة مهمة جدا لإكتشاف الخطر المحتمل والحفاظ علي اتجاه مسار سفره. مع كل خطوة يخطوها، يستخدم حسّه الشمي الرائع لتحديد مصدر المياه والبذور المخفية تحت سطح الأرض تحت وطأة الشمس الحارة. كما أنه قادر أيضًا على الشعور بالأرض من حول قدميه باستخدام الأعصاب الخاصة الموجودة داخل موقفه.
بشكل عام، تعتبر حركة الجمل دليلاً بيولوجياً مذهلاً لكيفية تكيف الحياة البرية مع الظروف القاسية. فهي ليست مجرد وسيلة للنقل ولكن هي انعكاس لشجاعة الطبيعة واستعدادها للمواجهة والتكيّف حتى تحت أصعب العقبات.