تعد ظاهرة انتحار الحيتان واحدة من أكثر الظواهر الغامضة والمربكة في عالم البحار. وعلى الرغم من الجهود المتواصلة للعلماء لفهم الأسباب الدقيقة لهذه الظاهرة، إلا أنها ما زالت محاطة بالكثير من الالتباسات. يُعتقد عادةً أن هناك عدة عوامل محتملة تؤدي إلى هذا السلوك الاستثنائي عند هذه الثدييات العملاقة.
أولاً، يمكن أن يكون الضغط البيئي عاملاً رئيسياً. قد تخدع الأمواج العالية والحوادث الطبيعية مثل الزلازل والبراكين تلك الحيوانات الجميلة وتجعلها تشعر بأنها محاصرة بالقرب من الشاطئ. وهذا البيئة الجديدة غير المألوفة قد تزعزع توازنها النفساني وتؤدي بها لانتحار نفسها كوسيلة لتجنب التعرض للمزيد من الخطر.
ثانياً، بعض الدراسات تقترح دور الإصابات الخطيرة التي ربما تكون ناتجة عن اصطداماتها مع السفن أو حتى الصيد التجاري المحظور وغير المنظم. عندما تصبح الحوت مصابة بشكل خطير ولا تستطيع النجاة، فقد تختار الانتحار بدلاً من الموت البطيء والمعاناة بسبب الألم والإصابة.
بالإضافة إلى ذلك، مشاكل صحية تؤثر على النظام الداخلي للحوت أيضًا قد تلعب دوراً هاماً. أمراض القلب والأورام السرطانية وأمراض الدماغ يمكن أن تتسبب في سلوك غريب وخارج عن المعتاد، بما فيه الانتحار.
وأخيراً، فإن عدم القدرة على التنقل بحرية وحرمان الحرية داخل البحر نفسه يمكن اعتبارها عامل ضغط نفسي آخر يجعل الحوت يشعر بالعزلة والشقاء ويختار إنهاء حياته بنفسه.
على الرغم من كل الجهود البحثية المبذولة حول العالم لفهم هذه الظاهرة، يبقى الأمر تحدياً علمياً عميقاً يحتاج لمزيد من الاستقصاء والدراسة العلمية المستمرة لأجل فهم ومعرفة المزيد عن سلوك الحيتان الفريد.