التدجين عملية طويلة ومعقدة تتضمن تعديل سلوكيات وأجيال من الأنواع البرية لتصبح أكثر ملاءمة للعيش بالقرب من البشر والاستجابة لأوامرهم بشكل أفضل. تبدأ هذه العملية عادة باختيار الأفراد الأكثر احتمالية للتكييف، مثل تلك التي تكون أقل خوفًا أو أكثر اجتماعية تجاه البشر.
يتبع التدجين مراحل متعددة قد تستمر لقرون. أولاً، التعرض المستمر للبشر يؤدي إلى تغيير الدوافع والسلوك لدى الحيوان؛ فهو يتعلم الاعتراف بالإنسان كمصدر للغذاء والأمان بدلاً من تهديد محتمل. ثانياً، يتم اختيار الأجيال الجديدة بناءً على مدى تقبلها للإنسانية واستجابتها للأوامر البسيطة. أخيراً، تصبح بعض الصفات الوراثية مرتبطة بالقدرة على عيش حياة جيدة برفقة البشر، مما يعزز الاستمرار الجيني لهذه الخصائص المرغوبة.
من الأمثلة الشهيرة على عملية التدجين هي القطة المنزلية، والتي تعتبر واحدة من أقدم أنواع الحيوانات المدجنة. وقد تم تقدير وجودها كحيوان منزلي منذ حوالي 9500 سنة قبل الميلاد. أما بالنسبة للأبقار والخنازير والدجاج وغيرها، فقد كانت جزءاً أساسياً من الحياة الزراعية والحضرية في الشرق الأوسط وآسيا خلال العصر الحجري الحديث.
بشكل عام، يشكل تدجين الحيوانات مرحلة حاسمة في تاريخ البشرية، حيث ساعدت في تطوير المجتمعات الزراعية وتوفير موارد أساسية للحياة اليومية. ومن الضروري فهم هذا السياق التاريخي لتقييم تأثير البشر على الطبيعة وكيف أثرت طبيعتنا الخاصة -الحاجة للاحتفاظ بالحياة البرية تحت سيطرتنا- على علاقتنا مع العالم الطبيعي.