في عالم غالبًا ما يهيمن عليه التوقع والاستقرار، يأتي مصطلح "البجعة السوداء"، وهو مفهوم رشحه الفيلسوف ونظري الأعمال الأمريكي ناثانيال تايلور، لوصف الأحداث التي تتسم بالصدمة الشديدة وغير المتوقعة بسبب خصائصها النادرة والعواقب الجذرية. هذه الظاهرة ليست مجرد حدث عشوائي، بل هي نتيجة مباشرة لتقليل احتمالية الحدوث والتأثير الناجم عنها. يشير البجعة السوداء إلى أنواع معينة من الأحداث ذات الخصائص التالية:
- نادرة: يتميز هذا النوع من الأحداث بأنه نادرا ما يحدث خلال فترة زمنية طويلة نسبياً.
- غير محتملة: يتضمن ذلك عدم وجود سوابق تاريخية تشير إلى احتمال حصول مثل هذا الحدث.
- ذات تأثير كبير: عادةً ما تعكس هذه الأحداث قدرًا كبيرًا من الصدمة ويكون لها تأثير عميق وواسع النطاق على المجتمع أو الاقتصاد العالمي.
- تُساءل حول قابلية التنبؤ بها بعد الحادث: بعد الوقوع، قد يبدو الأمر كما لو أنه كان يمكن التنبؤ به بشكل واضح ولكن قبل وقوع الحدث، كانت فرصته صغيرة جدًا ومستبعدة للغاية.
على سبيل المثال، أحد الأمثلة الواضحة للبجعات السوداء هو انهيار سوق الأسهم عام 1929، والمعروف باسم يوم الاثنين الأسود؛ هجوم ١١ سبتمبر الإرهابي; وباء كوفيد-١٩ العالمى مؤخراً. كل هذه الأحداث لم تكن فقط مفاجئة في وقت حدوثها وإنما ألقت أيضا ضوءاً جديداً علي فهمنا لكيفية عمل النظام الذي نعيش فيه وكيف يمكن توقع وتجنب نجاحات كبيرة مستقبلية.
إن إدراك أهمية ورصد علامات التحذير المحتملة لهذه الأنواع من الأحداث أمر ضروري للتكيف والمقاومة ضد العوامل الخارجية غير المتوقعة والتي قد تهدد استقرار مجتمعنا وأصالته الثقافية والاقتصادية بعمق.