الحمام الملكي العربي، المعروف أيضًا باسم "الأبيض"، هو واحد من أجمل أنواع طيور الحمام وأكثرها ندرةً في العالم. يتميز هذا النوع بمزيجه الفريد من اللون الأبيض الثلجي مع خطوط سوداء رفيعة على جسمه، مما يجعله هدفًا مرغوبًا لدى جامعي الطيور حول العالم. ولكن ما يجعل هذه الحميمة خاصة حقًا ليس فقط جمالها الخارجي، بل القصة التاريخية الغنية التي تحيط بها والعوامل البيئية التي ساهمت في انقراضها تقريبًا.
يعود تاريخ الحمام الملكي العربي إلى العصور القديمة، حيث كان يُعتبر رمزًا للرفاهية والثروة في الشرق الأوسط. كانت هذه الطيور تُربى بشكل أساسي كهدايا ثمينة بين الأمراء والحكام خلال تلك الفترة الزمنية. ومع ذلك، فإن نمو المدن والتوسع العمراني أدى إلى فقدان موائلها الطبيعية، مما جعل منها نوعًا مهددًا بالانقراض بحلول القرن العشرين.
البقاء الوحيد لهذه الأنواع أصبح مرتبطًا بالعائلات المالكة والأشخاص الأثرياء الذين حافظوا عليها كمقتنيات نادرة ومحمية. وفي الآونة الأخيرة، شهد سوق جمع الطيور ارتفاعًا كبيرًا في قيمتها السوقية للحمام الملكي العربي، حيث تم تسجيل رقم قياسي عالمي بأعلى سعر لبيع واحدة منه والذي بلغ أكثر من مليون دولار أمريكي! السبب وراء الارتفاع الجنوني في أسعارها يعود جزئيًا إلى توافر العينات المتاحة محدود للغاية نظرًا لتقلص أعدادها البرية وصعوبة تربيتها خارج بيئتها الأصلية.
بالإضافة إلى كونها ذات قيمة جمالية عالية جدًا، فهي تعتبر أيضًا جزءًا مهمًا من الثقافة والتراث المحلي في العديد من المناطق العربية. يحاول هواة الجمع المحافظون حاليًا بذل جهود كبيرة لإعادة تأهيل مجموعاتها وتوفير فرص التربية ضمن ظروف مشابهة لموائلها الطبيعية لحماية المستقبل لهذه الجمال الطبيعي الرائع وحمايته مما قد يؤدي لانعدامه تماماً مستقبلاً.