يعدّ الحبار العملاق أحد أكثر الكائنات البحرية غموضاً وإثارة للإعجاب. هذا النوع الكبير والمدهش من الرخويات البحريّة, والذي يعتبر الأكبر بين جميع أنواع الحبار الموجودة, يحظى باحترام كبير خوفا وعجباً عند ذكر اسمه. رغم أنه قد تم رصده لأول مرة منذ القرن الثامن عشر, إلا أن كثرة ظهوره وطبيعة سلوكه المجهولة إلى حد ما جعلت منه وحشا بحريّا غامضا ومثير للإثارة حتى يومنا الحالي.
يميز الحبار العملاق حجمه الهائل حيث يمكن أن يصل طوله إلى حوالي 13 مترا ويصل وزنه إلى عدة مئات من الكيلوجرامات، مما يجعله واحدا من أكبر الحيوانات اللاسعانيات المعروفة في العالم. يتمتع بجسم منحني بشكل طبيعي مع ثمان أذرع طويلة قوية وأخرى صغيرة تستخدم للقبض على الفرائس والتحكم فيها. كما يتكون جسمه أيضا من رأس عظيم مليء بمجموعة كبيرة ومتنوعة من الأعين الضخمة التي توفر له رؤية فائقة الدقة.
يعيش الحبار العملاق عموما في العماق القريبة من سطح الماء ولكنه قادر أيضاً على النزول لمستويات عميقة جدًّا بالبحر وذلك بفضل القدرة الاستثنائية للتكيُّف والتكيف مع الظروف البيئية المختلفة. تتضمن حميته مجموعة متنوعة من الأنواع الأخرى للحيتان والأخطبوطات وغيرها من الفقريات الصغيرة والكبيرة أيضًا اعتمادا على المتاحة الغذائية في بيئة العوم الخاصة بها.
رغم هذه الحقائق المثيرة للاهتمام حول حياته اليومية، يبقى الكثير غير معروف بشأن كائن البحار الخفي هذا بسبب ندرته وعدم وجود دراسات مكثفة عليه نظراً لأن معظم الموطن الخاص به يوجد تحت المياه العميقة جداً والتي يصعب الوصول إليها بصورة مباشرة لدراسته بدقّة. ومع ذلك، فإن القصص التاريخية والشهادات العلمية الحديثة تكشف المزيد عن حياة هؤلاء القديسيين الباحثين المستمرين في الأبعاد المحيرة للأرض. إن حقيقة اكتشاف عينتين فقط لحبار عملاق محفوظتا جيدًا داخل متحفين عالميين تشير بكل تأكيد إلى مدى الصعوبات والعوائق أمام فهم شامل لهذه الكائنات الرائعة حقًا.
