تجسد الخيول التركمانية جوهر التاريخ والثقافة الغنية لبلد تركمانستان. تُعدّ هذه الأنواع الفريدة من الخيول جزءًا أساسيًا من التراث المحلي منذ قرون عديدة، وذلك لما توفره من مساعدات حيويّة في الحياة اليومية، خاصة خلال رحلات البحث عن المياه عبر المناظر الطبيعية القاسية لأسيا الوسطى.
تاريخ شرف النسب
يُعتبر سلالة الخيول التركمانية واحدة من أقدم وأرقى أنواع الخيول عالميًا، حيث تعود جذورها إلى ما قبل ثلاثة آلاف عام وفق العديد من الروايات التاريخية. يُشار أيضًا إلى احتمال كونها إحدى أقدم السلالات التي تطورت منذ حوالي ثلاثة ملايين سنة، وهو عمر يفوق عمر سلالات الخيول العربية الشهيرة. رغم تصنيف معظم الخيول المعاصرة تحت اسم "الخيول التركمانية"، فإن تلك التي تعتبر أقرب للسلالة الأصلية تضم بارب (Barb)، وآخال تيكي (Akhal-Teke)، ويومود (Iomud). وبين جميعها، يعد آخال تيكي الأكثر نقاوة وتعبيراً عن أصالة هذا النوع الثمين.
قوة التحمل وإتقان التأقلم
تعكس قدرة الخيول التركمانية الاستثنائية على التعامل مع مجموعة واسعة من ظروف الطقس والتضاريس البرية خبرتها الطويلة في مواجهة تحديات صحراء وسط آسيا. إنها تستطيع مقاومة كلٍّ من درجات الحرارة القصوى سواء المرتفعة أو المنخفضة، مما جعلها وحدها قادرة على حمل المواطنين لمسافات طويلة أثناء بحثهم عن مورد حياتهم الوحيد؛ الماء النائب. وقد أثبتت هذه القدرة المذهلة عندما نجح الشاعر الفرنسي لورانس بوجولت في مغامرته الشهيرة عام ٢٠٠٩ حين ركب حصانه وانطلق منه طوال ستة أشهر متحدياً المسافة الهائلة البالغة ستة آلاف وخمسمائة كيلومتر بدءاً من إيران حتى بلغ وجهته الأخيرة وهي فرنسا بعد المرور بكلٍّ من تركيا واليونان!
المظهر الخارجي والصفات الخاصة
أُطلق عليها اسم "خيول ذهبية" نظراً لشذوذ لون بشرتها المصقول والميتاليكتيك الخاص الذي يشبه انعكاس الضوء فوق سطح المعدن، وكان ذلك واضحاً بشكل خاص لدى ذوات تسمية "آخال". بالإضافة إلى جمال شكل جسمها الرقيق والذي يقارب رشاقة سلوقي الهواء، تتميز عيناه بتدرجات زرقاء مخفية خلف جماله الأخاذ. يصل ارتفاع ارتفاع ظهر الخيل التركميني تقريبًا لعشرة عشرين سنتيمتراً ويweighs بین ٤٢۰ الی ۴۵۰ کغم ، بينما تكون حوافره صغيرة نسبيًا نتيجة تكيفاته المثلى داخل منطقة أرضية شديدة ومتكوِّهة بالأوساخ والأغصان البحرية اليابسة.
العهد الوفي والعلاقة الإنسانية
اشتهرت خيول تركمانستان بولائها الراسخ لصاحبها الواحد فقط؛ لذلك غالبًا ما يتم وصفها بأنها "حصان شخص واحد". علاقة متينة وثيقة جداً تشير أيضاً إلى دور الحصان لحامي صاحبَه ضد المخاطر عند ظهور خطر محتمَلِ . تقديرا لهذه الولاء الكبير تجاه البشر واعترافاً بتاريخهما المشترك، خصّ الحكومة بمباركة رسمية بهذا الحدث السنوي الوطني المُسمَّى باسم "عيد الخَيْل التركمينية" عام ١٩٩٩ ميلادية تحت حكم رئيس البلاد آنذاك سابرمراد نايازوف .
نمط النظام الغذائي ودوره المؤثر
نظرا للعوامل الفيزيائية القاسية لمنطقتهم المقيمة بها , تم وضع نظام تغذية مناسب يحافظ علي حالة الصحية العامة لديهم ويتضمن عناصر أساسيه كالعشب والحبوبشاطرات بروتينيه مكملة وغذائيه ضئيله أخرى تلعب دور مهم للحفاظ علي تنوع ونوعيته ضمن دائره تغذيتهم المنتظمة .
