- صاحب المنشور: سعاد بن شماس
ملخص النقاش:في العصر الرقمي الحالي، أصبح الذكاء الاصطناعي جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية. من التحليلات المالية إلى التوصيات التسويقية، تُستخدم خوارزميات الذكاء الاصطناعي بشكل متزايد لتوفير خدمات أكثر كفاءة وتخصيصًا. ولكن هذا الارتفاع في استخدام هذه التقنيات يثير أسئلة مهمة حول توازنها مع حماية خصوصية الفرد.
من جهة، تتيح لنا أدوات الذكاء الاصطناعي الوصول إلى معلومات مفيدة بسرعة كبيرة، مما يساعد في اتخاذ قرارات أفضل وتحسين جودة الحياة العامة. على سبيل المثال، يمكن لأجهزة المساعد الصوتي التعرف على طلبات المستخدمين وتقديم المعلومات المناسبة عند الحاجة. كما يمكن للأنظمة المتقدمة للمراقبة بالفيديو مساعدة السلطات الأمنية في اكتشاف الجرائم ومنعها.
تحديات الخصوصية
لكن الأمر ليس بلا تحديات. جمع واستخدام البيانات الضخمة التي تعتمد عليها أنظمة الذكاء الاصطناعي غالبًا ما يخلق مخاوف بشأن اختراق الخصوصية الشخصية. قد يشعر الأفراد بأن بياناتهم الخاصة يتم تسجيلها ومراقبتها بدون موافقتهم الكاملة أو فهم كامل لكيفية استخدام تلك البيانات. هذا الشعور بعدم الراحة قد يؤدي إلى نقص الثقة في الشركات والمؤسسات الحكومية التي تتبنى تسخير قوة الذكاء الاصطناعي.
للتعامل مع هذه القضايا، هناك حاجة ملحة لإنشاء قواعد تنظيمية واضحة تحكم جمع البيانات واستخدامها بواسطة أنظمة الذكاء الاصطناعي. يجب وضع قوانين تضمن حق الأفراد في معرفة كيفية استخدام بياناتهم وكيف يمكنهم رفض مشاركة بعض المعلومات إذا كانوا غير مرتاحين لذلك. بالإضافة إلى ذلك، يجب تشجيع الشفافية والحسابability من قبل المؤسسات التي تعمل بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
الأمل في المستقبل
على الرغم من التحديات، فإن الحلول موجودة بالفعل. تقدم العديد من شركات التكنولوجيا حلولًا مثل الرسم البياني الذي يسمى "Differential Privacy"، وهو مصمم للحفاظ على سرية البيانات أثناء استخلاص رؤى منه. أيضًا، برزت نماذج جديدة للذكاء الاصطناعي تسمى "محلية"، حيث تتم المعالجة داخل الجهاز نفسه وليس عبر الخوادم المركزية، مما يحافظ على خصوصية المستخدم.
في النهاية، تحقيق توازن صحيح بين فوائد الذكاء الاصطناعي واحتياجات الخصوصية البشرية سيكون عملية مستمرة ومتنامية. إنها تستدعى تعاونًا وثيقًا بين خبراء القانون، والتنظيميين، وفنيي التكنولوجيا لتحقيق بيئة رقمية آمنة ومُرضية لكل الأطراف المعنية.
