تعد الصقور جزءاً أساسياً من الثقافة الإماراتية التقليدية، وهي تعكس تاريخ البلاد الغني والعلاقة الوثيقة بين البشر والصقور. تشتهر دولة الإمارات بتنوعها البيولوجي الطبيعي، بما في ذلك مجموعة متنوعة من الطيور الجارحة، ولكن الصقر يتميز بشكل خاص بسبب دوره التاريخي والثقافي الكبير فيه. وفي هذا المقال، سنستعرض الأنواع الرئيسية للصقور الموجودة في الإمارات وأبرز الخصائص التي تميزها، بالإضافة إلى العادات المحلية المتعلقة بالتعامل مع هذه الطيور البطلة.
الصقر الشاهين (Falco peregrinus): يعد أحد أشهر أنواع الصقور في العالم وليس فقط بالإمارات. يُعرف أيضاً باسم "الحبارى"، وهو معروف بسرعته الفائقة ومهارته في الصيد. يمكن لهذه الصقور أن تتخطى سرعة الصوت أثناء الانزلاق الحر، مما يجعلها إحدى أكثر الطيور كفاءة في القنص. تعتبر صائدة الطيور الصغيرة مثل الحمام والحجل وغيرها بشكل أساسي. تتميز بأنها ذكية جداً ويمكن تدريبها بسهولة لتصبح صقر هجين -أي تستخدم لأغراض الرماية الرياضية-.
الصقر العشقي (Falco cherrug): يعرف عادة باسم "النداء". هو أقل شيوعاً مقارنة بصقر الشاهين ولكنه ما زال شائع نسبياً في العديد من المناطق الصحراوية والمطارات البرية داخل الدولة. يميل حباري النادى إلى أن يكون أكبر حجماً وأكثر قوة من سابقه حيث تتغذى بالأغلب على الثدييات الصغيرة كالجرذان والفئران والبوم. رغم قوته إلا أنه ليس سريعاً مثل صقر الشاهين ويتطلب طريقة مختلفة للتدريب والاستخدام.
بالإضافة لتلك النوعيين يوجد نوع آخر يسمى "الكوري" والذي ينتمي لنفس جنس صقر الشاهين لكن يبدو مختلف عنه قليلاً، كما يأتي ذكر بعض الأفراد الأقل شهرة ضمن فئة طائر الحباراة والتي تشمل عدة أصناف أخرى ذات مواصفات مشابهة لحبارات الجنس السابق ذكرهما.
إن التعامل مع هذه الطيور وممارسة رياضة اصطيادها ليست مجرد هواية بالنسبة للإماراتيين بل هي تراث ثقافي متوارث عبر الأجيال وقد شهد تطويراً ملحوظاً خلال العقود الأخيرة خاصة بعد ظهور بطولات عالمية لصيد الصقور وتنظيم مؤتمرات دولية حول رعايتهم وحفظ بيئاتهم الطبيعية. عادة ما يتم استخدام تقنيات تقليدية عند تربيتها وصيدها واستخدامها سواء كانت للأهداف الاستهلاكية أم الترفيهية ضمن حدود قوانين ولوائح صارمة وضعت للحفاظ عليها وعلى نسلها مستقبلاً. وبذلك تحتل مكانة مميزة لدى أهل المنطقة تقديرا لدورها الحيوي ورونق حضورها الجميل وسط صحاري الجزيرة العربية الواسعة الخالية منهجيا باستثناء نشاطاتها المضبوطة المنظمة وفق المعايير والمعاهدات الدولية الخاصة بحماية الحياة البرية عموما ودعم ثراء تنوعاتها المختلفة خصوصا عندما تكون لها ارتباط مباشر بمكونات المجتمع المحلي وعاداته الاجتماعية القديمة المستمرة حتى الآن!