صوت الرعد الزاحف: دراسة حول صوت الثعبان

التعليقات · 0 مشاهدات

يتساءل العديد منا عن طبيعة صوت تلك المخلوقات الرائعة والمثيرة للجدل - الثعابين. يُطلق عليها "الهسهسة". هذه ليست مجرد طريقة للتواصل، بل هي سلاح دفاعي و

يتساءل العديد منا عن طبيعة صوت تلك المخلوقات الرائعة والمثيرة للجدل - الثعابين. يُطلق عليها "الهسهسة". هذه ليست مجرد طريقة للتواصل، بل هي سلاح دفاعي وثوري لها. عندما يشعر الثعبان بالخطر أو الاستفزاز، قد تهسهس لإرسال رسالة واضحة وحاسمة: ابتعد!

الهسهسة هي نوع من الأصوات الناتجة عن حركة الهواء داخل وخارج الفم والأنف خلال التنفس. هذا الصوت يتم إنتاجه بشكل خاص عندما يحتاج الثعبان للدفاع عن نفسه ضد الحيوانات المفترسة المحتملة. بالإضافة إلى التحذير، يمكن للهسهسة أيضًا أن تكون وسيلة لتظاهر بالسُمية لدى البعض ممن ليسوا سامين بالفعل.

على الرغم من أنه يبدو أنه بإمكان الثعابين سماع أصوات الهسهسة الخاصة بها وبأي ثعبانات أخرى، إلا أنها تعمل بشكل أساسي كوسيلة استشعار بدلاً من التواصل. فهي تستطيع اكتشاف اهتزازات على الأرض تتنقل بسرعات أقل من سرعة الصوت، لكنها لا تتمكن من التعرف على الأصوات التقليدية التي تمر عبر الهواء.

الثعابين، رغم افتقارها إلى الآلية الخارجية للأذنين البشرية، لديها هياكل خاصة تساعدها في الشعور بالأصوات. يوجد زوج من عظمتي الأذن الداخلية ضمن أحشاء رؤوسها، وهذه العظام ترتبط بحركة الأنسجة المحيطة بما يعرف بالعظيمات القرنية الصغيرة في الأذن الوسطى. هذه البنية تسمح لهم برصد مجموعة ضيقة من الترددات المنخفضة، حوالي 80-160 هرطقة. ومع ذلك، فإن صدور الثعابين للهسهسات بترددات أعلى بكثير - ما بين 3,000 و13,000 هرطقة – وهي فوق المدى الذي يمكن أن تكتشف فيه هذه الكائنات نفثاتها الصوتيّة.

هذه القدرة على إصدار أصوات بموجات عالية جداً تفوقت فيها الهندسة الطبيعية على العلم الحديث ربما تعكس أهميتها في نظام التواصل الخاص بهم، رغم أنها تبدو بلا فائدة مباشرة للنفس الذي يقوم بصنعها.

في النهاية، غنى الثعبان ليس لغاية سماعه بنفسه أو مشاركة تجارب الآخرون، ولكن ليكون مرآة مرعبة للعالم الخارجي، شهادة واضحة ومباشرة على وجوده وعزمه. إنها فرصة للإشارة بأن الجمهور يجب أن يحترم حدود الشخصيات الزاحفة الغامضة والموهوبة لهذه الحياة البرية.

التعليقات