يُعتبر الأخطبوط أحد أكثر المخلوقات البحرية غرابة وشهرة بين الحيوانات البحريّة، وذلك يعود جزئيّاً إلى تركيبته الفريدَة التي تتضمن ثمانية أذرع مؤثثة بكثيرٍ من المصاصات الصغيرة القادرة على التقاط الدقيق الأخف والأصغر بدقة بدائية مذهلة. هذه الأذرع الثماني ليست مجرد وسيلة لالتقاط الطعام فقط؛ فهي أيضا تلعب دوراً أساسياً في الحركة والتوازن والحماية الذاتية.
كل ذراع للأخطبوط يحتوي على ثلاث صفوف متوازية من المصاصات، والتي تستخدم لتقبيل وجمع الغذاء. بالإضافة إلى ذلك، تحتوي بعض أنواع الأخطبوط أيضًا على نهايات حسّاسة تسمح لها باللمس والاستشعار، مما يجعلها قادرة على اكتشاف حتى أصغر الفرق في الضغط والكهرباء. هذا الجهاز الاستشعار المتقدم يساعد الأخطبوط في المناورة عبر بيئته المعقدة بشكل فعال للغاية.
من الناحية التشريحية، يبدو أن كل واحد من الأذرع مستقلاً عن الآخر ويمكن تحريكه بمستقل تماما. يتم التحكم بهذا النظام المركب بواسطة شبكة معقدة من الأعصاب المركزية الموجودة داخل رأس الأخطبوط الكبير نسبياً بالنسبة لأجسامها الأخرى. وهذا ما يجعل تصرفاتها سريعة وبلا حدود تقريبًا عندما يتعلق الأمر بتغيير الوضع أو الرد بسرعة على التهديدات.
على الرغم من شهرتها الواسعة، إلا أنه مازال هناك الكثير مما نجهله بشأن حياة هذه المخلوقات الغامضة والكائنات ذات القدرات الخاصة. إن دراسة كيفية عمل نظامها الشبيه بالأيدي البشرية يمكن أن توفر رؤى مهمة حول فهمنا للتطور البيولوجي وكيف تعمل اليد الإنسانية!