تعتبر سرعة الطيران من أكثر الخصائص التي تجذب الانتباه بين عالم الحيوانات، خاصة في عالم الطيور. إن قدرتها على التحليق بسرعات عالية تعكس تصميمها الرائع وتكيفها مع البيئة الطبيعية. دعونا نستكشف بعضاً من أسرع أنواع الطيور الموجودة في العالم، والتي حققت مستويات غير مسبوقة من السرعة خلال رحلاتها الجوية.
على رأس قائمة هذه الأبطال المجهريون يأتي الصقر الشاهين. هذا النوع من الصقور الشهير والمعروف بقوته وصلابته يمكنه الوصول إلى سرعة مذهلة تبلغ حوالي 390 كيلومتراً في الساعة. يُستخدم عادةً للصيد ويمكن لهذه السرعة القصوى أن تسمح له بمطاردة فريسته بطريقة محكمة ودقيقة.
في المرتبة الثانية تأتي طائر الفرقاطات العظيم، المعروف أيضاً باسم "البجعة الملك". قد تبدو أشكالها البديعة وكأنها ملائكية لكن أدائها أثناء الطيران هو تماما العكس! هذه الطيور البحرية تستطيع تحقيق سرعتها القصوى وهي 222 كيلومترا في الساعة تقريباً، مما يجعلها واحدة من أقوى وأسرع الطيور الموجودة تحت سطح المياه.
أما بالنسبة لطائر آخر معروف بسرعتِه فهو حجل طويل القدم الشمالي، والذي يسافر فوق الصحاري والمروج المفتوحة بكفاءة عالية جداً. ورغم أنه ليس بالمقارنة بالصقر الشاهين أو فرقاطات عظيمة إلا انه قادرٌ علي تنفيذ تحركات سريعة بشكل مفاجئ، إذ يصل متوسطَ سرعتِه إلي نحو 175 كم/ساعة. وبالتالي فإنه يستخدم تلك الخاصيه الدفاعيه ضد مخاطر ومهدداته الطبيعيه المتعدده حول بيئتُه الحيويه .
وبالنظرإلى الروافع البيولوجية المستخدمّة لتسهيل عملية حركة الهواء والحفاظ عليها - كالريش والعظام الخفيف الوزن والقوي بنفس الوقت، بالإضافة لدوران الريش بدوره لتوفير قوة دفع إضافياً للسماح لها بتخطي الحدود الفيزيائية الممكنة عموما لأي حيوان اخر! وهكذا فإن دراسة وسبر أغوار اعجاز خلق الله عز وجل تشكل مصدر معرفتنا وفهمنا لعلو مكانتهم وسط كافة الكائنات الأخرى. إنها حقاً علامتا استفهام تدفع البشر لمعرفة المزيد عنها واستكشاف مزيدٍ ممّا يخفيه لهم خالق الكون الرحيم سبحانه وتعالى.