• صاحب المنشور: العلوي الفهري
  
  ملخص النقاش:
  مع تزايد اعتماد المؤسسات والشركات للذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا الروبوتات، يبرز تساؤل مهم حول تأثير هذه التغييرات التقنية الهائلة على سوق العمل. هذا التحول الرقمي ليس مجرد حداثة تكنولوجية؛ بل هو نقلة جذرية قد تشكل مستقبلاً مختلفاً تماماً لسوق العمل كما نعرفه اليوم.

من جهة، توفر تقنيات الذكاء الاصطناعي فرصًا هائلة للإنتاجية والكفاءة. يمكن للروبوتات والأتمتة معالجة كميات كبيرة من البيانات بسرعة أكبر بكثير وبأخطاء أقل مقارنة بالإنسان، مما يتيح للشركات خفض تكاليف العمالة وتحسين الجودة. بالإضافة إلى ذلك، يتم استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء وظائف جديدة لم تكن موجودة سابقًا، مثل مديري بيانات الضخمة والمهندسين المرتبطين بالتعلم الآلي.

ومع ذلك، فإن الجانب الآخر لهذه القصة هو المخاوف المتعلقة بتسريح العمال بسبب الأتمتة. هناك احتمال كبير بأن تحل الآلات محل كثير من الأعمال التي يقوم بها الإنسان حالياً، خاصة تلك التي تتطلب روتيناً متكرراً أو مهارات بسيطة. وفقاً لدراسة أجرتها شركة McKinsey Global Institute عام 2017، فإن حوالي نصف الوظائف الحالية معرضة بدرجات متفاوتة للمعالجة الآلية بحلول العام ٢٠٣٠.

بالإضافة إلى فقدان الوظائف التقليدية، يشير بعض الخبراء أيضاً إلى حاجة لتغيير نوعية التعليم والموارد البشرية لتحقيق الفائدة القصوى من تطورات الذكاء الاصطناعي. سيحتاج الأفراد إلى تحديث مهاراتهم باستمرار للتكيف مع البيئة الجديدة حيث تلعب الذكاء الاصطناعي دوراً رئيسياً. وهذا يعني تعزيز التركيز على التعليم مدى الحياة والمعرفة المتعمقة في مجالات مثل علوم البيانات والبرمجة وغيرها من المجالات ذات الصلة بالتكنولوجيا المتقدمة.

في الختام، يتطلب التعامل مع تأثيرات الذكاء الاصطناعي على سوق العمل نهجاً شاملاً يأخذ بعين الاعتبار كلا الجانبين - الإيجابيات والسلبية - ويضع في اعتباره ضرورة إعادة النظر في نماذج التدريب المهني وأساليب إدارة رأس المال البشري. ومن خلال القيام بذلك، يمكن للحكومات وشركات القطاع الخاص الاستفادة الكاملة من فوائد الثورة الصناعية الرابعة مع الحد من آثارها غير المرغوب فيها قدر المستطاع.