تم منح طائر النعام رتبة "الجمل الطائر" ليس فقط نظرًا لمظهره الرائع، ولكنه يشترك أيضا في مجموعة من الصفات الفيزيولوجية المثيرة للإعجاب مع حيوان الصحراء الشهير، الجمل. يُعتبر النعام الأكبر بين كل أنواع الطيور، وأحد أسرع الثدييات ذات القدمين في العالم، حيث يمكن له الوصول لأكثر من 69 كيلومتراً بالساعة خلال سباقاته البرية. رغم امتلاكها لأجنحة، إلا أنها ليست فعالة للتطاير بالمكان، بل تستخدم لتوفير التوازن أثناء الجري وللحفاظ على ظلال للأطفال الصغار.
تعيش أغلبية أفريقيا - بما فيها المناطق الجنوبية لإفريقيا وتقع ما بعد الصحراء الكبرى - هي أرض الولادة الرئيسية لهذه الطيور العملاقة. ومع ذلك، فإن تاريخ النعام مليء بالتحديات الإنسانية. لقد تعرضت عمليات التجارة والصيد المكثفة لها لانخفاض شديد بأعدادها في الكثير من مناطق انتشارها الطبيعية. حالياً، يعيش معظم السكان البرية داخل البيئات المفتوحة والسافانا الواسعة للغابات المدارية الشمالية والجنوبية. كذلك، أصبح تربيتها مدجنة جزءاً أساسياً من عدة زراعات حول العالم.
إن التشابه الظاهري بين النعام والإبل واضح ولا يخطئه أحد. فطول رقبتيهما وطول رموشهما الكبيرة وعينان بارزتان كل تلك سمات مشتركة. بينما تتراوح أحجام الإناث ما بين ١٫٧ إلى ١٫٩ متر، ويتفاوت ارتفاع الذكور بين ٢٫١ و ٢٫٧ متراً تقريباً. بالنسبة لوزنهم، فإن الإناث قد يصل وزنهن إلي ٩٠ إلي ١٠٩ كيلوجرام، بينما قد يتعدى وزن الذكور حدود ۱۰۰ الی ۱۳۰ كيلوجرام. علميًا ينتمي طائر النعام لعائلة Struthio camelus.
ولكن هذا التقارب لا يتوقف عند الشكل والمظهر فقط؛ إذ يمتلك النعام القدرة الهائلة علي التحمل والشرب بالقلة مما يعد أيضاً خاصية أساسية بالإبل. صحيح بأنهم يحبون المياه لكنها تستطيع الحصول علی احتياجاتها المرطبة عبر نظام غذائي غني بالنباتات والخضروات التي تزود أجسامهن بالرطوبة الضرورية. النظام الغذائي لنعامتنا هنا عبارةٌ عن خليطٍ من الاعشاب والحشرات الصغيرة كتلك الموجودة لدى الجراد مثلاً وما تركته خلفها الحيوانات الآكلة اللحوم عندما تقوم بصيد فريستها.
في النهاية، تعد خصائص نعامتنا المقارنة بالإبل مثالاً رائعًا لكيفية تكيف الحياة البرية مع بيئاتها المختلفة وكيف تُصمم آليات التكيف الخاصة بكل نوع حیواني وفقا لسلوك حياته وموقعه الجغرافى.
