الخفافيش، هذه الثدييات الصغيرة ذات الأجنحة الشبيهة بالجلد والتي تنتمي إلى رتبة Chiroptera، تتمتع بنطاق واسع ومتعدد في موائلها حول العالم. رغم أن معظم الناس يربطونها بالأماكن الظلام والمظلمة مثل الكهوف والأبراج القديمة، إلا أنها قد تسكن مجموعة متنوعة من البيئات الأخرى بناءً على نوع كل نوع منها. دعونا نستعرض بعض المواقع الرئيسية التي تختار فيها الخفافيش العيش.
- الكهوف والشقوق: تعد الكهوف أحد أكثر المواقع شهرة لتعشيش الخفافيش، خاصة خلال فصل الشتاء عندما تكون درجات الحرارة خارجياً باردة للغاية. توفر الكهوف بيئة مستقرة وحرارية مثالية لهذه الحيوانات أثناء نومتها شتوية. بالإضافة إلى ذلك، تستخدم العديد من الأنواع الشقوق الصخرية لتكوين مستعمرات صغيرة داخل الجبال والسلاسل الجبلية.
- البساتين والغابات: الكثير من أنواع الخفافيش تتواجد بكثافة في المناطق الغنية بالنباتات. تستفيد تلك الأنواع كثيرًا من الأشجار كأماكن للنوم النهاري وأماكن لصيد الفرائس الليلية. تشمل أمثلة البساتين الشهيرة للغوص الليلي غابة غابة كولورادو الوطنية الأمريكية ومتنزه بانف الوطني في كندا. كما يمكن العثور عليها أيضًا ضمن مجموعات كبيرة في أشجار النخيل الواسعة في جنوب شرق آسيا وبحر الكاريبي ومنطقة البحر الأحمر الأفريقية.
- الأراضي الرطبة والبحيرات: تعتبر مناطق المستنقعات والحقول الوسطى المكان المناسب للأنواع البرمائية والخفافيش الطائرة فوق المياه، كخفافيش الحدأة المصرية وخفافيش الماء الآسيوية وغيرهما مما يستخدم طيرانَه القريب جدًا من سطح الأرض للحصول على وجبته التالية؛ سواء كانت حشرات أو أسماك صغيرة. تعد مساحات الدولة الماليزية -مثل جزيرة بورنيو- مثالاً ممتازاً لما تقدمه المحمية الطبيعية للأرض الرطبة للمخلوقات المختلفة بما فيها الخفافيش!
- المنازل البشرية: صادفت عدة حالات وجود خفافيش تسكن تحت سقف الإنسان نفسه منذ فترات طويلة جداً عبر التاريخ القديم والمعاصر أيضاَ. فقد سجلت دراسة أجراها علماء جامعة كاليفورنيا سنة ٢٠١٧ حالة فريدة تتمثل بخفافيش "Myotis lucipus" المقيمة بشكل دائم بالقرب من الضوء المنبعث من مصباح منزل أمريكي واحد فقط لمدة نصف قرن متواصل! هذا الأمر يشير لإمكانيتها التأقلم مع البيئات الجديدة والتغييرات المفاجئة فيها.
- المدن الحديثة: بينما ليس مكانا مرغوبا لهؤلاء الفقراء كثيرا بسبب نقص موارد الطعام فيه مقارنة بالمكان الآخر, لكن يوجد البعض منهم يعيش وسط المدن العالمية الكبرى مثل لندن وباريس وسان فرانسيسكو وتايبيه وغيرها وذلك نتيجة لمجموعتها الغذائية المتعددة التي ربما تسمح لهم بالتكيف مع الحياة الصاخبة هناك لفترة مؤقتة قبل الانتقال مجدداً نحو أماكن أكثر خصوبة واستقراراً .
هذا المقال الموسّع يسعى لشرح تفصيلي لأبرز المسكونيات الطبيعية التي تحتمي بها الخفافيش للعيش والاستمرار بغض النظرعن طبيعتها الحيوية الخاصة بكل صنف ودائرته الغذائية الموضوعة لها أصلاً وفق قواعد خلق الله سبحانه وتعالى!.