تُعتبر الجعابيس، المعروفة أيضًا باسم اليعسوب، واحدة من أكثر الحشرات غرابة وجمالاً في العالم الطبيعي. هذه المخلوقات الزاحفة بالماء لها حركات ساحرة وجانحان متقسمان بشكل مذهل، مما يجعلها تحلق بسلاسة وبراعة نادرتين. دعونا نستكشف هذا العالم الرائع سويًا ونكتشف المزيد حول حياة ودورة حياة هذه الطائر الصغير الباهر.
الدورة الحياة للجعابيس: رحلة مائية إلى سماوية
تمر دورة حياتها بتغيرات مثيرة للاهتمام تتضمن مراحل مختلفة تبدأ كبيوض ثم يرقة ثم عذراء قبل الوصول النهائي لنضج جسمها وتحولها إلى شكلها البالغ الجميل. البيوض التي تضعها الأنثى داخل الماء غالبًا ما تكون ذات لون أصفر شاحب وتبدو وكأن زخرفة صغيرة جميلة. بعد فترة حضانة مدتها عدة أسابيع، تنبثق منها يرقات تشبه العناكب بشدة ولكن بدون أرجل خارجية. تعيش هذه المرحلة تحت سطح الماء لأشهر عديدة بينما تنمو وتمتص المغذيات من الطحالب والحشرات الصغيرة الأخرى القريبة من قاع البركة.
بعد ذلك، يدخل مرحلة العذراء حيث تختبر تغيرات عميقة جداً وهي مشابهة للمراحل الأخيرة للحشرة لكن مع اختلاف كبير كون العذراء تطورت داخليا وليس خارجه كما يحدث لدى معظم أنواع الحشرات الأخري . خلال تلك الفترة القصيرة نسبياً نسبياً ، تحدث التحولات الداخلية التي تؤدي لتتشكل هيكلها الخارجي الجديد وأعضائها الهوائية الجديدة والتغيرات الشكلية لظهرته لتحصل أخيرا علي صفاتها البالغة بعد خروجها من جلد العذراء القديم مباشرة وانتهاء عملية التقشير تماما.
الجمال الفريد والسلوك الفريد أيضاً!
ليس فقط شكل الجعابيس المبهر هو سبب شهرتهم الواسع بل أيضا طريقة تحركهن الذكية للغاية : فعند محاولة الإمساك بها ستجد أنه حتى عند سقوطهما أرضاً فإن لهما قدرة فريدة لإعادة اتصاله بالسطح مرة أخرى بأسرع وقت ممكن – الأمر الذي يمكن رؤيته كالقفز الأفقي عبر جميع الاتجاهات بسرعات كبيرة نوعا ما! ليس هذا فحسب وإنما تتمتع البعض منهم بمقدرة عجيبة تكمن بإمكانيتها تغيير جنسها بناءً علی الأحوال الموجودة حاليًا - فقد تجد بعض الذكور تتبدّل إلي إناث والعكس صحيح حسب الظروف المحيطة بهم سواء كانت المنافسة عالية أم لا . وهكذا تستمر دائرة الحياة لهذه الكائن الغريب والمدهش والذي يجسد بدقة كيف يستغل الخالق كل تفاصيل خلقه بما فيها أدق التفاصيل !